أخر الاخبار

القصة الكاملة لاختفاء «الثريا التاريخية» لجامع القرويين

بعد الضجة الكبرى التي عاشتها مدينة فاس خلال الأيام القليلة الماضية، ووصل صداها إلى المهتمين وعشاق المدينة وتراثها التاريخي خارج المدينة والمغرب، وذلك عقب انتشار خبر ظهور «الثريا الكبرى» والتاريخية لجامع القرويين، بمتحف «اللوفر» العالمي بباريس، وذلك بعد اختفائها من الجامع منذ نهاية سنة 2014، (بعد الضجة) خرجت وزارة أحمد التوفيق عن صمتها في هذه القضية المثيرة للجدل، على لسان مندوبها الجهوي بفاس، ليعلن أن «الثريا» عادت من فرنسا، وتوجد حاليا بمتحف البطحاء بالمدينة القديمة.

وقال المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بفاس- مكناس، محمد با حاجا، في تصريح خص به الصحافة يوم أول أمس الأحد، في رده على سؤال وجهته له الزميلة «ليكونوميست» بخصوص حقيقة اختفاء «الثريا الكبرى» من جامع القرويين، وظهورها بصالة العرض بمتحف «اللوفر» بباريس كما يروج وسط المدافعين والغيورين على هذه المعلمة التاريخية الفريدة، (قال) مندوب وزارة أحمد التوفيق، إن «الثريا الكبرى» لجامع القرويين، سبق للمغرب أن نقلها إلى متحف «اللوفر» بباريس، بداية سنة 2015، لعرضها ضمن 300 قطعة أثرية من تاريخ المغرب، بفعاليات معرض المغرب في العصور الوسطىLe Maroc médiéval، والذي نظم من 4 مارس 2015 حتى 3 يونيو من نفس السنة.

وعند انتهاء المعرض، يضيف ذات المسؤول، عادت القطع الأثرية الـ 300، ومن ضمنها «ثريا» جامع القرويين، إلى المغرب، حيث جرى عرضها مرة ثانية بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بمدينة الرباط، بمناسبة افتتاحه عقب انتهاء أشغال إعادة تأهيله، ومن معرض الرباط، عادت «الثريا» التي أثيرت حولها ضجة وزوبعة كبيرة، (عادت) إلى متحف البطحاء بالمدينة العتيقة، مشددا على أن مندوبية وزارة الأوقاف بفاس، تنتظر إطلاق طلب للعروض واختيار شركة متخصصة في تركيب التحف التاريخية، وذلك لأجل إعادة تجميع أجزاء «الثريا»، وإعادتها إلى مكانها السابق بجامع القرويين، يُورد المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة فاس- مكناس.

مصدر آخر قريب من الموضوع، أوضح لـ»أخبار اليوم»، أن «الثريا» والتي يزيد عمرها عن 11 قرنا تزن حوالي طن و700 كيلوغرام، قطرها يصل إلى 2,10 متر وارتفاعها 2,35 متر، تحتاج كما قال، لشركة متخصصة لإعادة تجميع أجزائها وتركيبها قبل وضعها بقاعة الصلاة بوسط جامع القرويين، وبالتحديد بالمكان الذي علقت فيه أول مرة، وهو ملتقى البلاط الأوسط الممتد من المِحْراب إلى العنزة التي تتوسط صالة الصلاة بالجامع.

وأوضح مصدر الجريدة، أن عملية إعادة «الثريا» لمكانه الأصلي، تتطلب دقة وتقنيات في المجال، وهو ما فسر به ذات المصدر، هذا التأخر في إعادة «الثريا» لمكانها بجامع القرويين، مما تسبب في ضجة وزوبعة حول اختفائها، مشددا على أن «الثريا» تتكون من قولب طوقي ناتئ، وموشور سداسي الأضلاع، وكرتين مخرمتين، وحاملة قناديل، فيما يتخذ جسم الثريا شكلا مخروطيا يتدرج على سطحه 12 صفا من قناديل كانت تضاء قديما بالزيت، أي ما مجموعه 520 قنديلا، وتتوج أطراف قاعدة المخروط بشرافات مسننة، وصولا إلى ساق الثريا والذي يحتوي على مجسم ذي ست زوايا وكرتين، ومخروط يحتوي على 12 طوقا تختلف سعتها تدرجا من تحت إلى فوق، وتتوزع على طولها مساند قناديل أو مصابيح الثريا، تورد مصادر الجريدة.

يذكر استنادا إلى ما كشفت عنه مصادر «أخبار اليوم»، أن «الثريا الكبرى» لجامع القرويين، جرى إخراجها لأول مرة من المغرب، لعرضها في معرض يحكي تاريخ المغرب في العصور الوسطى،Le Maroc médiéval، والذي نظم من 4 مارس 2015 حتى 3 يونيو من نفس السنة، بمتحف «اللوفر»بباريس، حيث ترأست حينها الأميرة مريم، نيابة عن الملك محمد السادس، المراسيم الرسمية لافتتاح المعرض، حضره آنذاك الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، ووزيري الثقافة الفرنسي والمغربي لتلك الفترة، ورئيس متحف اللوفر، جان لوك مارتينيز، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية، مهدي قطبي، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسياسية وثقافية وفنية واجتماعيه، إذ نجح المغرب عبر هذا المعرض الخاص بتاريخه الوسيط، الممتد من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر، في تحطيم الرقم القياسي لزوار متحف «اللوفر» بباريس، والذي زاره أزيد من 170 ألف زائر، انبهروا بالقيمة التاريخية لـ 300 قطعة أثرية عرضت بأشهر معرض عالمي بفرنسا، وعلى رأسها «الثريا الكبرى» لجامع القرويين، تقول مصادر الجريدة.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -