يخلد المغاربة، اليوم الثلاثاء، الذكرى السادسة والستين لـ"ثورة الملك والشعب"، إذ في مثل هذا اليوم من عام 1953 نفى الاستعمار الفرنسي الملك الراحل محمد الخامس، الحدث الذي أشعل ثورة انتهت بعودة الملك واستقلال البلاد.
إليكم بعض المحطات التاريخية لفهم ما يعنيه هذا الحدث للمغاربة:
المغرب والاستعمار الفرنسي
خضع المغرب للاستعمار الفرنسي لمدة 44 عاما، وذلك بعد التوقيع في شهر مارس من عام 1912 على معاهدة سميت بـ"معاهدة تنظيم الحماية الفرنسية للمملكة الشريفة".
وتكشف العديد من فصول تلك المعاهدة عن سعي فرنسا لفرض سيطرتها على المملكة ووصايتها على السلطان، من قبيل الفصل الذي يقول إنه "لا يمكن لصاحب الجلالة الشريفة توقيع أي معاهدة دولية بدون موافقة حكومة الجمهورية الفرنسية"، وفصل يلزم السلطان بالمصادقة على القرارات التي سيطبقها نظام الحماية، وفصل آخر يسمح بانتشار القوات العسكرية الفرنسية على التراب المغربي.
سلطان في 18 من العمر
بعد نحو 15 عاما على توقيع معاهدة الحماية، توفي السلطان مولاي يوسف، وتولى أصغر أبنائه، السلطان محمد بن يوسف الحكم ولم يكن سنه يتجاوز حينها الثمانية عشر عاما.
في هذا السياق تشير العديد من المصادر إلى أن السلطان مولاي يوسف أوصى قبل وفاته بأن يتم تنصيب ابنه الأكبر الأمير إدريس خلفا له، ولكن "الصدر الأعظم" المغربي والمقيم العام الفرنسي اتفقا على أن يتم تعيين أصغر أبناء مولاي يوسف خلفا له.
فقد اعتقد على ما يبدو الصدر الأعظم والمقيم العام أنه سيسهل عليهما السيطرة على السلطان الجديد مادام شابا صغيرا، غير أن العكس هو ما حدث، حيث وجدت سلطات الحماية من السلطان الشاب مقاومة قوية.
وثيقة المطالبة بالاستقلال
قاوم السلطان محمد بن يوسف (محمد الخامس) الاستعمار بقوة وظل يطالب باستقلال المغرب، ولم تتمكن سلطات الحماية من فرض سيطرتها ووصايتها عليه.
وقد ظل السلطان على تواصل مع الحركة الوطنية وهو ما أثمر تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في الحادي عشر من شهر يناير عام 1944.
بعد ذلك بنحو ثلاث سنوات وتحديدا في شهر أبريل من عام 1947 قام السلطان بزيارة مدينة طنجة، وهناك ألقى الخطاب الذي يوصف بـ"التاريخي" والذي أشعل المقاومة المغربية ضد الاستعمار.
نفي السلطان وأسرته
سعيا منها إلى كسر شوكة المقاومة، قامت سلطات الحماية، يوم العشرين من شهر أغسطس عام 1953 بـتطويق القصر الملكي تنفيذا لأمر أقرته الحكومة الفرنسية يقضي بخلع السلطان محمد بن يوسف ونفيه وأسرته إلى جزيرة كورسيكا التي نُقل منها لاحقا إلى مدغشقر.
بعد ذلك تم تنصيب سلطان صوري هو محمد بن عرفة، وهو ما أشعل غضب المغاربة الذين أعلنوها ثورة مستمرة حتى نيل الاستقلال وعودة السلطان الشرعي للبلاد.
وقد كان العديد من المغاربة في تلك الفترة من شدة تعلقهم واشتياقهم إلى السلطان المنفي يجزمون برؤية وجهه في القمر.
عودة محمد الخامس
استمرت المقاومة المغربية واستمرت المطالب باستقلال البلاد وعودة السلطان، إلى أن عاد بالفعل في شهر نوفمبر من عام 1955.
عودة الملك محمد الخامس وأسرته من المنفى يعتبر واحدا من الأحداث البارزة في تاريخ المغرب المعاصر، والتي خلفت فرحة عارمة لدى المغاربة خصوصا أن ذلك الحدث أعقبه بفترة قصيرة وتحديدا في شهر مارس من عام 1956 إلغاء معاهدة الحماية وحصول المغرب على الاستقلال.
المصدر: أصوات مغاربية
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.