أخر الاخبار

300 قطعة أثرية تعرض في المتحف التراثي المغربي

عبد العزيز الإدريسي: 300 قطعة أثرية تعرض في المتحف التراثي المغربي

أبوظبي- سعيد شافني:

يعتبر المتحف التراثي المغربي ضمن فعالية “المغرب في أبوظبي” نافذة يطل من خلالها زوار المعرض، على جزء مهم من تاريخ المملكة المغربية، الذي يتمد لأزيد من 12 قرنا، حيث يعرض المتحف مجموعة من القطع والتحف الأثرية، التي تؤرخ إلى حقب مختلفة من مغرب ضارب في الجذور.



وقد حرصت إدارة المتحف على عرض مجموعة واسعة من المواد والأعمال التاريخية والقطع الأثرية التي يفوح منها عبق التاريخ والحضارة المغربية الأصيلة، والتي تُعرض خارج وطنها الأم للمرة الأولى.

في هذا الحوار مع عبد العزيز الإدريسي مسؤول المتحف التراثي المغربي بفعالية المغرب في أبوظبي، نجوب جنبات المتحف بأقسامه الأربعة، في رحلة تاريخية ملهمة، تزخر بالتاريخ والحضارة، نتعرف من خلالها عن جزء من ماضي مملكة الـ12 قرنا، تؤرخها القطع والتحف الأثرية والملبوسات والحلي وأشياء أخرى تتعرفون عليها على لسان مسؤول المتحف.

300 قطعة أثرية

أكد عبد العزيز الإدريسي مسؤول المتحف التراثي المغربي بفعالية المغرب في أبوظبي، أن المتحف هذه السنة في الدورة الرابعة، يتيح لزواره فرصة الاطلاع على 300 قطعة أثرية، تتنوع ما بين المخطوطات والنقود الإسلامية والقناديل الزيتية والأواني الخزفية الإسلامية، والحلي النقدية، وأدوات الفروسية، مع نبذة عن المشهد التشكيلي المغربي المتنوع كرافد من روافد الأصالة والعمق التاريخي المغربي.

1000 متر مكعب مساحة المتحف

وكشف الإدريسي أن المتحف يشغل حيز 1000 متر مكعب، مقسمة على أربعة أجنحة، من بينها الجزء التمهيدي الذي يقدم تاريخ المغرب بشكل تحقيبي من خلال المسكوكات والنقود، أي منذ الفترة الكلاسيكية الفترة الرومانية، إلى غاية القرن التاسع عشر.

النقد والمسكوكات

قال مسؤول المتحف التراثي المغربي “يعتبر النقد دائما كعملة يؤرخ لمجموعة من الأحداث، ويؤرخ أيضا للعلاقات التي كانت سائدة بين المغرب وبين دول البحر الأبيض المتوسط من جهة والصحراء من جهة ثانية، وأوروبا من جهة أخرى”.
وتابع الإدريسي “هناك قراءة تحقيبية كرونولوجية لهذه المسكوكات، مطعمة بطبيعة الحال بمجموعة من القطع الأثرية التي تمتد من القرن الخامس قبل الميلاد إلى غاية الفترة الوسيطية. وكان الهدف هو إعطاء صورة عن تاريخ المغرب بمميزاته وانفتاحه على كل المؤثرات التي ساهمت في صياغة الشخصية المغربية، بتعدد روافدها”.

الحلي والمجوهرات

من جهة أخرى عرج عبد العزيز الإدريسي على جناح الحلي والمجوهرات إذ قال “رصدنا القرن 18 و19 بمجموعة من الحلي، من خلال إعطاء حيز أكبر لجغرافية المغرب، باختلافاتها أيضا، فالحلي القروية والأمازيغية، المدنية والحلي التي صيغت من قبل صناع يهود أو غيرهم من الصناع تعكس جانبا مهما من ثقافة وتراث المغرب، كما أنها تمتاز بالتنوع الآسر الذي يعكس من خلال شكل الحلي الجغرافية والمنطقة المغربية التي صنع فيها”.

القفطان..والمدارس الأربعة

هذا وتابع “اخترنا داخل المتحف عنصراً غاية في الأهمية، وهو القفطان الذي يكمل الحلي والزينة المغربية، وذلك من خلال المدارس الأربعة التي ما زالت قائمة لليوم، مدرسة فاس بخصوصياتها، مدرسة تطوان، مدرسة الرباط سلا، ثم بعد ذلك أدمجنا “الكسوة” الكبيرة وهو القفطان الذي تلبسه العروس ذات الأصول اليهودية بالمغرب، والذي يمزج بين عناصر عدة، منها ما هو أندلسي ومنها ما هو محلي، غير أنه يبقى يندرج في إطار القفطان، ثم بعد ذلك القفطان كلباس رجولي، يلبسه الفارس والخيال، القاضي، ومجموعة من الشخصيات النافذة في الدولة عبر التاريخ”.

الفن المعاصر

وأضاف: “ارتأينا في المتحف التراثي المغربي، الحديث على الفن المعاصر، لنبرز أيضا الوجه الحديث للمغرب، من خلال الانفتاح على عنصر ثقافي آخر وهو الفن التشكيلي، وقدمنا لوحات تنتمي إلى سياقات مختلفة من تاريخ الفن المغربي، لعل أبرزها مدرستين أساسيتين مزالتا قائمتين، وهما مدرسة تطوان ومدرسة الدار البيضاء، والفنانين الذين لم ينهلوا من هذه المدرسة لكنهم تأثروا سلبا وإيجابا بتكوينات وتلقوا تكوينا خارج المغرب، وبالتالي حاولنا أن نبرز هذه العناصر في بوثقة واحدة، الهدف منها أن نكون أوفياء للنهج الذي دأبنا عليه منذ إقامة المعرض الأول في هذا الفضاء، وهو أن نقدم صورة عن المغرب الغني بهويته، بتعدد روافده، بثقافته، المغرب الذي استطاع أن يمزج بين الناصر المؤسسة لتاريخه والعصرنة والحداثة، وكيف استطاع المغاربة أن يستلهموا تراثهم ويتعاملوا معه ويجعلوه جزءا لا يتجزء من هويتهم ومن حاضرهم ولربما أيضا من مستقبلهم”.

العلاقات المتينة بين المغرب والامارات

هذا وأكد عبد العزيز الادريسي على أن فعالية “المغرب في أبوظبي” تُعبر عن قوة العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، وشعبيهما الشقيقين، وترمز إلى التسامح والتآخي بينهما، مؤكداً أن إمارة أبوظبي والإمارات أصبحت وجهة عالمية تتلاقى فيها حضارات الشرق والغرب وعاصمة لدعم الثقافة والفنون بهدف تعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة.
المتحف وجهة لعشاق الثقافة والطلبة المهتمين بالآثار

وفي الختام قال عبد العزيز الادريسي مسؤول المتحف التراثي المغربي بفعالية المغرب في أبوظبي “يشكل المتحف التراثي المغربي وجهة مهمة لعشاق الثقافة والفنون ويوفّر للطلبة والمهتمين الفرصة لمعاينة آثار المغرب، والذي كان ولا يزال صلة وصل بين الشرق والغرب، ويختزل المتحف قروناً من الفن والتراث والثقافة المغربية، والذي يعتبر صورة مصغرة لتعريف أبناء الإمارات عن تاريخ من عاشوا في المغرب، من خلال معروضاته التي تعد تحفة فنية تكاملت فيها كل صور الجمال، ومزجت بين خليط عرقي وجغرافي مميز، يجذب الزائر من بداية جولته في المعرض”.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -