أخر الاخبار

الحماية الثلاثية على المغرب (1912 - 1956)



الحماية الثلاثية على المغرب (1912 - 1956)

في 30 مارس 1912، وُقعت معاهدة الحماية الفرنسية على المغرب من قبل السلطان عبد الحفيظ، مما جعل المغرب محمية فرنسية، واستمرت فترة الحماية حتى حصول المغرب على استقلاله في عام 1956. شملت الحماية الفرنسية المنطقة الوسطى بالمغرب، وذلك بموجب معاهدة فاس التي قسّمت المغرب إلى ثلاث محميات:

  1. المنطقة الشمالية والمنطقة الصحراوية في الجنوب تحت الحماية الإسبانية.

الراية المغربية عبر التاريخ

  1. المنطقة الوسطى تحت الحماية الفرنسية.
الراية المغربية عبر التاريخ
  1. مدينة طنجة خضعت لحماية دولية مشتركة بين فرنسا وإنجلترا وألمانيا وإسبانيا.

نصوص معاهدة الحماية

نصت معاهدة الحماية على عدة نقاط أساسية، منها:

  • تأسيس نظام جديد يشمل إصلاحات إدارية، اقتصادية، تعليمية، ومالية.
  • احترام حرمة السلطان وشرفه.
  • احترام الشعائر الإسلامية وتأسيسات الأحباس.
  • تنظيم إدارة مخزن شريف ومنضبط.
  • تعاون الفرنسيين والإسبان على مصالح الدولة المغربية.
  • تقديم الدعم للسلطان لمواجهة الاحتلالات العسكرية الفرنسية لضمان الأمن.
  • توقيع اتفاقية فرنسية إسبانية في 27 نوفمبر 1912.

السياق التاريخي لفرض نظام الحماية

تعددت العوامل الداخلية والخارجية التي مهّدت لفرض الحماية على المغرب:

  • بعد وفاة باحماد، واجه السلطان عبد العزيز أزمة مالية حادة، مما اضطر المغرب للاقتراض من الدول الأوروبية بشروط مجحفة. وأقر السلطان ضريبة الترتيب، لكن الطبقة الغنية منعت تطبيقها. كما شهدت البلاد ثورات مثل ثورة بوحمارة وثورة الريسوني.

  • تمهيدًا لاحتلال المغرب، عقدت فرنسا صفقات استعمارية مع إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا، مما أثار معارضة ألمانيا. ونتج عن ذلك مؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1906 الذي اعترف بحقوق فرنسا وإسبانيا في التصرف بالمغرب.

  • حاول السلطان عبد العزيز تطبيق مخرجات المؤتمر، لكن تم إبعاده في 1908 لصالح أخيه عبد الحفيظ، الذي لم يتمكن من صد الأطماع الأجنبية، مما أدى إلى فرض الحماية في 1912.

الحماية الأجنبية على المغرب

بتاريخ 30 مارس 1912، تم التوقيع على معاهدة الحماية الفرنسية، والتي نصت على:

  • تنفيذ إصلاحات إدارية، اقتصادية، ومالية.
  • تعيين المقيم العام الفرنسي والإبقاء على سيادة السلطان.
  • اتفاقات بين فرنسا وإسبانيا حول مناطق النفوذ.

أجهزة ومؤسسات نظام الحماية

تدرّجت مستويات أجهزة ومؤسسات الحماية الفرنسية بالمغرب:

  • المستوى المركزي: كان المقيم العام الفرنسي يدير الشؤون الهامة، مثل ليوطي، الذي يعد أول وأهم مقيم عام. بينما كانت سلطة السلطان تقتصر على الجانب الديني.

  • المستوى الإقليمي: قسمت المنطقة الفرنسية إلى سبعة أقاليم تحت إدارة موظفين سامين فرنسيين.

  • المستوى المحلي: قُسم كل إقليم إلى دوائر حضرية وقروية، يديرها موظفون مغاربة يُعرفون بالبَاشاوات والقواد.

الحماية الإسبانية

في المغرب، احتكر المندوب السامي الإسباني السلطة الفعلية، تاركًا سلطة شكلية لخليفة السلطان. كما كان القنصل الإسباني يشرف على المدن والبوادي.

الاحتلال العسكري والمقاومة المسلحة المغربية

مر الاحتلال العسكري للمغرب بمراحل مختلفة:

  1. قبل 1912: احتلال فرنسا للمغرب الشرقي.
  2. 1912-1914: السيطرة على المناطق الغربية.
  3. 1914-1920: استيلاء فرنسا على الأطلس المتوسط.
  4. 1921-1926: احتلال إسبانيا للمنطقة الشمالية.
  5. 1931-1934: السيطرة على المناطق الصحراوية.

وسائل الاحتلال العسكري

اعتمد الاحتلال العسكري على:

  • جيش كبير مجهز بأسلحة حديثة.
  • سياسة الأرض المحروقة لتجويع السكان.
  • سياسة بقعة الزيت لبث النزاعات القبلية.
  • الاعتماد على الأعيان العملاء.

حركات المقاومة المسلحة

خصائص المقاومة المسلحة

تميزت المقاومة بالشجاعة، استعمال الأسلحة النارية، والتنسيق القبلي، لكنها افتقرت إلى التنسيق بين الحركات.

مع توقف المقاومة المسلحة في الثلاثينات، بدأت الحركة الوطنية المغربية تتطور في إطار المقاومة السياسية.

الخاتمة

تُظهر تجربة الحماية الثلاثية على المغرب التحديات التي واجهتها البلاد، سواء من الداخل أو الخارج، وكيف كانت المقاومة المسلحة نتيجة طبيعية للاحتلال الأجنبي. هذه الأحداث شكلت المرحلة الأساسية التي أدت إلى الاستقلال في عام 1956.


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -