"في مفاجأة هزت النخبة الفاسية وافق محمد بن عرفة على قرار المقيم العام ليصبح خليفة لمحمد الخامس في حالة خلو العرش العلوي وهو ما خلق بداية العامين من حكمه موجة من الاضطرابات والتفجيرات. سرعان ما أدرك خلالها بن عرفة أنه ٱرتكب أكبر خطأ في حياته ... وبعد ثلاثة أسابيع من تنصيبه على العرش، حاول علال بن عبدالله ... إغتياله"
محمد بن عرفة سلطان المغرب 1953 – 1955 |
محمد بن عرفة .. سلطان مغربي "سقط" من التاريخ
محمد بن عرفة "Mohamed Bne Arafa"، ولد حوالي 1886 في فاس، وتوفي 17 يوليو 1976 في نيس، هو سلطان علوي نصب لفترة وجيزة على عرش المملكة الشريفة من قبل المستعمر الفرنسي إبان الحماية الفرنسية على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس عام 1953 حيث مكث بالحكم سنتين فقط إلى عام 1955 تاريخ عودة سلطان المغرب محمد الخامس، معلنا استقلال البلاد.من الصعود للعرش إلى السقوط
وضع محمد بن عرفة 21 أغسطس 1953 على عرش المملكة الشريفة — الذي أطيح منه ابن عمه السلطان سيدي محمد بن يوسف (الملك محمد الخامس مستقبلا) — من طرف السلطات الفرنسية التي تفرض نظام الحماية في المملكة منذ معاهدة فاس لـ1912. قاد الجنرال أوغستين غيوم [الفرنسية]، المقيم العام في المغرب منذ 1951، مع المستعمرين الفرنسيين وبعض السلطات المغربية - بما في ذلك التهامي الكلاوي، باشا مراكش - حملة للإطاحة ببن يوسف بعدما دخل معه صراع مفتوح معهم بعد أن أيد مطالبات الاستقلال. السلطان، مُنصب منذ عام 1927، تم توقيفه ووأرسل إلى المنفى على الفور عن طريق الجو ، في حين أن علماء فاس، على الرغم من رفضه التنازل عن العرش ، اعترفوا ببن عرفة مكانه.
عرش مهتز
وكانت فترة حكم بن عرفة القصيرة، التي امتدت عامين، مضطربة للغاية ففي 24 ديسمبر/كانون الأول عام 1953 انفجرت سيارة في السوق الرئيسية في الدار البيضاء ولقي 18 شخصا حتفهم بينما جُرح 40 آخرون من بينهم أوروبيون.نجا محمد بن عرفة يوم 11 سبتمبر 1953 لمحاولة اغتيال من طرف علال بن عبد الله. وبداية من عام 1954 تصاعدت وتيرة الأعمال المسلحة لدرجة استهداف باشا مراكش بأحد مساجد المدينة في 20 فبراير/شباط من ذلك العام، كما تعرض المقيم العام الفرنسي أوغسطين غيوم هو الآخر لمحاولة اغتيال في 24 مايو/أيار.
وفي يونيو/حزيران عام 1954 عينت فرنسا مقيما عاما جديدا هو فرانسيس لاكوست، الذي لم يمر عام حتى حل محله غيربرت غرادفال الذي تعرض لهجوم لدى وصوله المغرب أسفر عن مقتل 6 أشخاص في يوليو/تموز عام 1955.
ثورة الشعب
افتقار محمد بن عرفة للشرعية والشعبية بين سكان المغرب، تصاعد وتيرة العنف ارتباطا مع تلك الموجودة في تونس ومع الحرب في الجزائر، أدى بالسلطات الفرنسية للنظر في إبعاده وعودة بن يوسف بعد عامين . قرر جيلبير غراندفال [الفرنسية]، الذي عين مقيما عاما، اللقاء بالصدر الأعظم محمد المقري. سافر هذا الأخير إلى فرنسا، حيث التقى بغراندفال في فيشي، وجعلته يفهم أن بن عرفة مستعد للمغادرة أمام الاضطرابات الشعبية التي امتدت في أنحاء البلاد . طرحت مسألة العرش، وسمحت المناقشات النظر في عودة بن يوسف إلى السلطة . وفي فاتح أكتوبر تنازل بن عرفة.
العودة المظفرة لبن يوسف إلى المغرب يوم 16 نوفمبر 1955، بعد اتفاقات لا سيل سان كلو، شهدت على حد سواء نهاية الحكم القصير لمحمد بن عرفة والعودة إلى السيادة الكاملة ، رسميا في عام 1956 بنهاية الحماية الفرنسية، والإسبانية كذلك (على مناطق النفوذ الفرنسية منذ 1912).
منفى ووفاة
بعد تنحيه ذهب محمد بن عرفة أوائل أكتوبر 1955 إلى طنجة، التي كانت آنذاك منطقة دولية. عندما انضمت إلى المغرب، انتقل إلى نيس، حيث وفرت له السلطات الفرنسية سكناً فاخراً . أصبح حينها أكثر عزلة ، وخاصة بعد وفاة زوجته، ولم يتحدث أبدا، كما نعلم، ما أدى به إلى التعاون في إزالة ابن عمه بن يوسف . باعتباره خائنا، كانت عودته إلى المغرب ممنوعة . في أواخر الستينيات، انتقل إلى بيروت ولكن، بعد سرقة ختمه الملكي السابق ، عاد إلى نيس حيث توفي يوم 17 يوليو 1976 ، الموافق لـ 19 رجب 1396. عن عمر ناهز تسعين عاما، ورفض الملك الحسن الثاني مقترح أسرته بدفنه في المغرب، وقال لمن توسطوا له في الأمر "وخا نبغي أنا، أرض المغرب غادي ترفضو".
ودفن في فرنسا، لكن وبعد عشر سنوات من ذلك سمح الحسن الثاني بنقل جثمانه إلى المغرب، وتم نقل رفاته إلى مدينة فاس، ودفن في قبر مجهول لا يحمل أي لقب بمقبرة باب المكينة العتيقة، وتكلف الراحل إدريس البصري حينها، بإجراءات النقل والدفن في سرية تامة.
ودفن في فرنسا، لكن وبعد عشر سنوات من ذلك سمح الحسن الثاني بنقل جثمانه إلى المغرب، وتم نقل رفاته إلى مدينة فاس، ودفن في قبر مجهول لا يحمل أي لقب بمقبرة باب المكينة العتيقة، وتكلف الراحل إدريس البصري حينها، بإجراءات النقل والدفن في سرية تامة.
مراجع
- مقال جريدة زمان نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- محمد حجي (1417 هـ - 1996م). موسوعة أعلام المغرب. بيروت - لبنان: دار الغرب الإسلامي. صفحة 3465. مؤرشف من الأصل (pdf) في 15 ديسمبر 2019.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.