أخر الاخبار

الجيش المغربي في عهد الدولة العلوية

الجيش المغربي في عهد الدولة العلوية

عناصر الجيــش


1- القبائل المخزنية : كان الجيش يتألف من عناصر تدين بالطاعة للمخزن وهي القبائل الكبيرة كالشراكة والوداية والشراردة الخ ... ومن « الباخرة» العبيد الذين كانوا يتكون منهم الجيش الإسماعيلي. وكان على كل قبيلة من القبائل المذكورة أن تجعل رهن إشارة « المخزن» « رحى» من « المخازنية » أي الجنود الذين يتمركزون أينما استقر « المخزن». فكان أغلب هؤلاء « المخازنية» يتمركزون في ضواحي مدينة فاس عاصمة المغرب ومقر السلطة المركزية وعلى أطراف « المدن السلطانية» عاملة على إخضاع القبائل المحيطة بها.

2- العسكــر : كان تحت إمرة « حكومة المخزن» « طابور» يضم 500 « عسكري». ويحمل اسم « العسكر» وهو مجموعة من الجنود الذين يتجندون طول حياتهم لحماية المخزن سواء في حالة الحرب أم المسلم. ويدعون أيضا « المسترزقة». وكانت أسماؤهم تحفظ في « كناش» المخزن ويفرض لهم العطاء من بيت المال.

وقد كانوا متمركزين في المناطق الرئيسية كمناطق فاس ومكناس ووزان وتافيلالت وتيزنيت ووجدة .. وكانوا يستعينون في حالة حرب « بالنوايب» (نابية: هلة عسكرية يقوم بها الخيالة).

3- المتطوعـون : وهم الجنود الذين خرجوا من « التنفيذ» كان عددهم في الجيش «المخزني» يبلغ عشرين ألفا في صفوف المشاة وعشرة آلاف في صفوف الخيالة وأربعة آلاف في صفوف المدفعية. وكان يعبر عن التطوع في الجيش بالعبارة الآتية : « كتب روحو في الطابور».

تجريدة الكوم التاريخية التي ساهمت في تحرير فرنسا من الجيش الالماني

وحدات الجيش المخزني

1- عسكر المشاة : 

يتألف جيش المشاة من « العسكر» ومن « المتطوعين» وينقسم إلى عدة «طابورت». وكان لكل طابور (500 جندي) قائد يدعى « قائد الرحى» (كولونيل) وله خليفة. وتنقسم الرحى إلى 5 « مئات» يقود كل واحدة منها « قائد المائة» (عريف) والمائة إلى 8 فرق وكل فرقة (12 عسكري) يقودها « مقدم» (ضابط صف).
وكان كل طابور من هذه الطابورات يقيم بمدينة رئيسية كمراكش وطنجة ويحم اسم المدينة التي يقيم بها. ما عدا طابور مدينة مكناس الذي كان يحمل اسم « عسكر العبيد» لكونه كان يضم رجال « الباخرة».
وكان سلاحهم هو « المكحلة» و « الكوبيطة» و « تفالة» و « بوشويكة» وكانوا يدعونه «ليقامة الحرب».
وكان زي جندي المشاة يتألف من كبوط أحمر أو أخضر وسراويل أزرق و « بدعية» حمراء وشكارة من الجلد و « بلغة» صفراء و «شاشية» حمراء. أما ضابط جيش المشاة فكان يلبس بذلة مكونة من القميص والقفطان و « الفراجية» و « البرنس» و « التماك» وحزامة لحمل الرصاص. وكانت البذلة توزع بواسطة « قائد المسخرين» بمناسبة الأعياد.
وكان لجيش المشاة علم يسمى حامله « بالطراد».

2- الخيــالة :

كان جيش الخيالة ينقسم إلى « رحى» يبلغ عدد فرسان كل واحدة منها 300 وتنقسم هي الأخرى إلى «محلات» في كل « محلة» 100 فارس يقودها « قائد المائة». وكان الخيالة يعززون جيش المشاة في حالة حرب لمهارتهم في فن الرمي. أما في حالة سلم كانوا يوزعون على المدن المخزنية للقيام بدور « رجال الدرك». وكان 800 فارس من جيش الخيالة يصحبون « المواكب السلطاني» في حلة وترحاله.

وكان قائدهم الأعلى هو قائد المشور الذي كان ملحقا بالصقر السلطاني. أما قائدهم في المدن فهو باشا المدينة وقائدهم خارجها قائد القبيلة. وكانوا يرتدون نفس بذلة المشاة. وكان سلاحهم هو « المزرقة» و «الكابوس».

3- الطبجيــة :

كان جيش الطبجية (جند المدفعية) يتكون من المتطوعين ومن « الباخر» ومن بعض رجال القبائل. بلغ عددهم ما يقرب من 4000 « طبجي». وكانوا موزعين على المدن الساحلية كطنجة والعرائش والبيضاء ورباط الفتح (معسكر النصر) والجديدة والصويرة. وكانوا يحمون السواحل المغربية من كل دخيل عن طريق البحر تحت إمرة قائدهم « قائد الطبجية». وكانت فرق أخرى من جند المدفعية موزعة على أبراج المدن الداخلية كفاس ومكناس ومراكش ووجدة.
وكانوا يستعملون في دفاعهم عن الشواطئ والمدن المذكورة مدافع تقيلة من نوع 75 ورشات من نوع « مكسيم» وبطاريات. وكان يعمل في صفوفهم مهندسون تخرج بعضهم من أوربا لمساعدتهم في كيفية الرمي بالمدافع والبطاريات.

4- القوات الاحتياطية :

كانت في كل مدينة فرقة عسكرية مسلحة تدعى « عسة» وهي مكونة من خمسين جنديا تسهر على أنت السكان تحت إمرة باشا المدينة. ففي النهار كانت هذه الفرق تحمي البنايات الرسمية وفي الليل كانت تقوم مقامها « دوريات» أخرى تسمى « بدوارة» تطوف غي أزقة المدن لتحميها من المجرمين تحت إمرة «قائد الدور».
وكان فيلق آخر يدعى « المشورة» مؤلفا من 800 إلى 1000 جندي يكون الحرس للمشور وللقصر الملكي بجانب فيلق « المسخرين».

5- القوة البحرية:

كان الأسطول المخزني يحتوي على عدة بواخر حربية منها :
- الحسني : اشتراها المولى الحسن الأول من انجلترا سنة 1885 عدد بحارتها 40.
- سيدي التركي : اشتراها المخزن من ألمانيا سنة 1810 عدد بحارتها 20 وكانت راصفة لميناء العرائش لتموين مراكز الريف الحربية.
- البشير : صنعت في ايطاليا واشتراها المخزن المغربي سنة 1988 م وزودها ب، 22 من المدافع وبمائة من البحارة الرباطيين والسلاويين والطنجيين ليقاوم بها قراصنة الريف. وكانت راسية بميناء طنجة.
وكان ربانها ألمانيا يدعى « مثنى» وأمين صائرها « عبد الكريم زيوزيو» التطواني.
وتحدثت بعض المصدر التاريخية عن وجود قطع بحرية أخرى في آخر العهد العزيزي مثل « طراد طوربيدي» بها 10 مدافع من عيار 12 سم. وبلغت حمولتها 2200 طن. ومثل « إحسان» الخ ..

6- الحرس السلطاني:

هم « خدمة السلطان من الجند العسكري» ويسمون « بطابور العبيد». ولهذا الطابور قائد يدعى قائد «الرحى» و « قواد المائة» وخليفة لكل واحد منهم يدعى « الشاوش» ومقدمون (لكل مائة أربعة) وخلائف «للمقدمين» يسمونهم « الأنياشي» (وهي كلمة تركية) و « علافان» و «علام» يحمل العلم الخاص السلطاني وهو من ملف أحمر. وكانت بلغ عدد عسكرية موسيقية تابعة للحرس السلطاني بلغ عدد عازفها الثلاثين تقدم ألوانا من ألحانها بالمشور عقب كل صلاة عشاء.

7- قيادة الجيـش :

كان يعتبر وما يزال السلطان هو القائد الأعلى للجيش فيشرف بنفسه على الحركات الهامة للجيش. وكان «العلاف» (مقتصد عام) بمثابة وزير للحربية والدفاع الحربي وينفذ الأوامر السلطانية فيما يخص التعيينات داخل صفوف الجيش. وكان « العلاف» يمسك سجلا للعسكر يشتمل على أسماء الضباط والجنود والمؤن المخصصة لهم.
وكان قائد الجيش بصفة عامة هو قائد « المشور» ويليه « قائد المحلة» الذي يشرف على قواد الرحى وقواد المائة والمقدمين ورجال الأمن. ويعمل تحت إمرة «قائد المحلة» كل من « قائد العسكر» وهو ضابط التموين « والزابط» الذي يكون مسؤولا عن الأمن داخل صفوف الجيش وفرقه.
وكان ديوان السلطان العسكري ينقسم إلى أربعة أقسام : « أحدها فيما يخص من اثبات وعطاء والثاني ما يختص بالأعمال من رسوم وحقوق والثالث يختص بالعمال من تغيير وعزل والرابع ما يختص ببيت المال».

8- تداريب الجيش واستعراضه :

كان الجيش المخزني يقوم بتمرينات عسكرية واستعراض أمام « قائد الأعلى» في كل يوم أربعاء لمعرفة الحاضر من الجنود والمتغيب منهم وللوقوف على مدى تقدمه.
وكان السلطان يمتطي صهوة فرسه « ويتبعه وزراؤه وأعيان دولته وجنوده حاملين للمدافع والمهاريس في موكب مهيب إلى أن يصل إلى الحل المعد للرمي والسباق» ويتلقون الجنود «الاستخبارات العسكرية الخاصة بكلمة السر» والأوامر الجديدة في شأن حمل السلاح واستعماله والتجول به أو بدونه وما جد في عملية الهجوم الخ ..
وقد استدعى المخزن ضباطا فتبين أجانب ليساعدوا ضباط الجيش المخزني على تدريب جنود وحداتهم تدريبا عسكريا عصريا، فكانت بعثة اسبانية تعمل على تنظيم الجيش في مدينة طنجة وثانية انجلترية تدرب جيش الخيالة تحت إمرة القائد «ماك لين» وثالثة ايطالية تسهر على صناعة الأسلحة بفاس تحت رئاسة كوبونيل ايطالي ورابعة فرنسية تتعاون مع القيادة العليا لجيش المخزن لإعادة تنظيم وحداته تحت قيادة ضابط من رتبة كمندار.
وكانت مهمة « الجيش المخزني» كمهام الجيوش الأخرى تتلخص في حماية وحدة التراب المغربي واستعادة الثغور المغتصبة والمحافظة على النظام في مجموع المملكة المغربية.

دعوة الحق
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -