أخر الاخبار

دراسة حول مسكوكات السعديين


إضافات جديدة على نقود الدولة السعدية

تكمُن أهمية دراسة المجموعة النقدية الذهبية المحفوظة بمخزن المتحف الوطني للآثار بالرباط في المملكة المغربية، التي يرجع تاريخ ضربها إلى أواخر الدولة السعدية في الفترة من 1012 ﻫ/ 1603م إلي 1064ﻫ/ 1654م، والتي لم يسبق نشرها أو دراستها من قبل، في دراسة الكتابات التسجيلية والدينية المنقوشة عليها وتفسير مدلولاتها السياسية، في ضوء تتبع الأحداث الزمنية والإشارات السياسية التي وردت في ثنايا كتابات المصادر التاريخية ووثائق الدولة السعدية، والتي تمكننا من التوصل إلى إضافات جديدة على نقود الدولة السعدية.

 وتتكون المجموعة موضوع الدراسة من تسعة وعشرين قطعة ذهبية منها: ستة دنانير باسم الواثق بالله، (1012-1017ﻫ/ 1603-1618م)، وإحدى وعشرون ديناراً باسم الناصر زيدان (1012-1037ﻫ/ 1603-1637م)، ودينار باسم الوليد بن زيدان 1040-1045ﻫ/ 1630-1636م، ودينار باسم محمد الشيخ بن زيدان (1045-1064ﻫ/ 1636ﻫ-1654م) .

وتهدف الدراسة إلى شرح أشكال تلك النقود، وطرزها الفنية، وأنواع الخطوط الكتابية المنقوشة عليها، وأساليب توزيعها، ووصفها وصفاً علمياً دقيقاً، ووضع رسوماً توضيحية لها تسهم بشكل فعال في معالجة العديد من الحوادث التاريخية والقضايا الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية، التي تطرحها هذه المجموعة، وبيان أثرالصراع على السلطة أواخر الدولة السعدية على النقود الذهبية التي ضربت في تلك الفترة والتي يتضح جليا في التحولات الكامنة في مضمون العبارات الدينية والسياسية وطريقة توزيعها على وجهي النقود الذهبية في أواخر الدولة السعدية، ومحاولة حصر أهم دور ضرب النقود الذهبية في أواخر الدولة السعدية، وإضافة دور جديدة إلى قائمة دور ضرب العملة في المغرب الأقصى، وتحديد السمات الفنية والصناعية المميزة لكل جهة، مما يساعد الدارسين والمتخصصين والباحثين في تأريخ القطع النقدية الذهبية التي لا تحمل تاريخ ومكان ضربها.

مسكوكات السعديين

أولاً: الدراسة الوصفية

يمكننا من خلال الدراسة الوصفية للمجموعة النقدية الذهبية المحفوظة بمخزن المتحف الوطني للآثار بالرباط في المملكة المغربية، والتي يرجع تاريخ ضربها إلى أواخر الدولة السعدية في الفترة من1012ﻫ/ 1603م إلى 1064ﻫ/ 1654م، تقسيم هذه المجموعة إلى ثلاثة مراحل رئيسة كالتالي:

المرحلة الأولى: النقود الذهبية السعدية في الفترة من 1012-1017 ﻫ/1603-1608 م

تضم المرحلة الأولى من النقود الذهبية موضوع الدراسة، الفترة من 1012-1017ﻫ/ 1603-1608م، وتشتمل على دنانير الخليفة أبي فارس الواثق بالله، والخليفة محمد الشيخ المأمون، ودنانير الفترة الأولى من حكم الخليفة الناصر زيدان في الفترة من: 1012-1017ﻫ/ 1603-1608م، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:


اسم القطعة:
دينار

الموقع/المدينة:
الرباط, المغرب

المتحف الذي يحوي القطعة:
متحف النقود لبنك المغرب؛ الرباط

About متحف النقود لبنك المغرب؛ الرباط, الرباط.

تاريخ القطعة:
عام 1020هجري/ 1612 ميلادي

الرقم المتحفي للقطعة:
1830

مواد وتقنيات صنع القطعة:
ذهب مصبوب ومسكوك.

أبعاد القطعة:
القطر: 2.6 سم؛ الوزن: 4.53 غرام

الفترة/الأسرة الحاكمة:
الفترة السعدية

الورشة/الحركة الفنية:
دار سك النقود في مراكش.

وصف:
إن هذا الدينار، الذي سكه المولى زيدان (1012-1037 هجري / 1603- 1627 ميلادي)، أمثولة على صناعة المسكوكات السعدية على عهد أبناء السلطان المنصور. تضم القطعة أربع دوائر متحدة المركز، إحداها منقطة، لكن مركزها واستدارتها غير دقيقين.
ضُرِب وسطَ ظهر القطعة، اسم الأمير الحاكم ولقبه ونسبه الشريف: " أمير المؤمنين ابن الإمام أحمد المنصور، أمير المؤمنين، الشريف الحسيني". كما ورد ضمن العبارة الدائرية المنقوشة على الحافة اسم دار الضرب (مراكش) والتاريخ "ضُرب بمدينة مراكش حرصها الله، عام 1020 هجري/ 1612 ميلادي".

يضم مركز الوجه للعملة من الأعلى إلى الأسفل، إقرار الشهادة بوحدانية الله، وفي المنتصف التوقيع المختصر (علامة)، وفي الأسفل اسم الأمير المؤسس لهذا الحكم "عبد الله الإمام". وكتب ضمن العبارة الدائرية المنقوشة على الحافة، نهاية الآية 33 من السورة رقم 33، (سورة الأحزاب):" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً". ويبقى اختيار نهاية هذه الآية، التي تم الشروع في كتابتها على القطع، اعتباراً من عام 992 هجري / 1584 ميلادي، تذكيرا آخر بالأصول الشريفية لهذا الحكم.

ورغم عيوب الضرب، لاتخلو هذه القطعة من بعض الاهتمامات التزينية، إذ تنتهي ذيول الأحرف النسخية بحد مائل، فيما زينت النصوص بزهيرات وبنقاط صغيرة وبنجوم وبأهلة مشتتة فوق الأرضية. ويظهر عنصر جديد على هذه العملة، يتمثل في التوقيع المختصر أو علامة. وقد أضحى هذا النوع من الإمضاء، الذي ذيل به مولاي زيدان مثل أبيه، الوثائق الرسمية، السمة المميزة والوراثية للدولة. وهكذا تم نقشه على القطع النقدية وعلى برونز المدافع. كما تشبه هذه التوقيعات، المدعوة أيضاً الحمدلة، والبارزة باتساع تخطيطها، الطغراء المستخدمة لدى الفرس والعثمانيين.


 المالك الأصلي:
ج. د. بريث

طريقة تأريخ القطعة وطريقة تحديد أصلها:
نقيشة كتابية ضربت على العملة.

طريقة اقتناء المتحف للقطعة:
شراء في عام 1987 وهو يشكل قطعة من مجموعة السيد ج. د. بريث.

طريقة تحديد مكان صنع القطعة أو العثور عليها:
اعتمادا على النقيشة المزينة لجزء من ظهر الدينار التي أوردت أنه " ضُرب بمدينة مراكش حرصها الله".

 

تهدف الدراسة إلى شرح أشكال تلك النقود ، وأساليبها الفنية ، وأنواع الكتابة المحفورة عليها ، وطرق توزيعها ، ووصفها العلمي الدقيق ، ووضع الرسوم التوضيحية لها التي تساهم بشكل فعال في معالجة العديد من النصوص. الأحداث التاريخية والقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي أثارتها هذه المجموعة. أثر الصراع على السلطة في ولاية السعدية الراحلة على القطع النقدية الذهبية التي ضُربت في تلك الفترة ، وهو ما يتجلى في التحولات المتأصلة في مضمون التعابير الدينية والسياسية وطريقة توزيعها على جانبي الذهب. العملات المعدنية في ولاية السعدية الراحلة ، ومحاولة حصر أهم دور لسك العملات الذهبية في ولاية السعدية الراحلة ، وإضافة دور جديد لقائمة دور سك العملة في المغرب الأقصى ، وتحديد الفني. والميزات الصناعية المميزة لكل جانب مما يساعد العلماء والمتخصصين والباحثين في تأريخ العملات الذهبية التي لا تحمل تاريخ ومكان ضربها.

أولاً: الدراسة الوصفية

يمكننا من خلال الدراسة الوصفية للمجموعة النقدية الذهبية المحفوظة بمخزن المتحف الوطني للآثار بالرباط في المملكة المغربية، والتي يرجع تاريخ ضربها إلى أواخر الدولة السعدية في الفترة من1012ﻫ/ 1603م إلى 1064ﻫ/ 1654م، تقسيم هذه المجموعة إلى ثلاثة مراحل رئيسة كالتالي:

المرحلة الأولى: النقود الذهبية السعدية في الفترة من 1012-1017 ﻫ/1603-1608 م
تضم المرحلة الأولى من النقود الذهبية موضوع الدراسة، الفترة من 1012-1017ﻫ/ 1603-1608م، وتشتمل على دنانير الخليفة أبي فارس الواثق بالله، والخليفة محمد الشيخ المأمون، ودنانير الفترة الأولى من حكم الخليفة الناصر زيدان في الفترة من: 1012-1017ﻫ/ 1603-1608م، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:

نقود أبو فارس الواثق بالله الذهبية (1012-1017 ﻫ/ 1603-1608 م)

تشتمل مجموعة النقود الذهبية السعدية موضوع الدراسة على ست دنانير باسم أبو فارس عبد الله الواثق بالله، ( 1012-1017ﻫ/ 1603م-1618م)، يمكن وصفهم كالتالي:

1- دينار باسم الخليفة الواثق بالله رقم: 2001.7.67.2191، مؤرخ في عام 1012ﻫ، بحضرة مراكش(لوحة 1) ويبلغ وزن هذا الدينار 4.7 ج، وقطره 2.9 سم، يمكن قراءة كتاباته على النحو التالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1- بسم الله الرحمن الرحيم
2- عبد الله الامام
3-أبو فارس
4- الواثق بالله
5- أمير المؤمنين
1- ابن الإمام أبي العباس
2- المنصور أمير المومنين
3- بن الإمامين الخليفتين
4- أميري المؤمنين
5- الشريف النبوي 

ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله/ ليذهب/ عنكم الرجس/ أهل البيت
ضرب بحضرة/ مراكش/ حاطها الله/ عام اثنتي عشر وألف 

2 - دينار باسم الخليفة الواثق بالله رقم 2165 .2001.7.67(لوحة 2)،ويبلغ وزن هذا الدينار 4.7 ج، وقطره 2.7 سم، ومن خلال الدراسة الوصفية يلاحظ تشابهه مع الدينارين رقمي: 2001.7.67.2190، (لوحة 3)، و:2001.7.67.2175،(لوحة 4)، سواء في الشكل العام أو في النصوص الكتابية التسجيلية، والعبارات الدينية، وكذلك في مكان وتاريخ الضرب، وفي الوزن والقطر، يمكن قراءة الكتابات على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - أبو فارس
4 - الواثق بالله
5 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أمير المؤمنين
2 - أبي العباس المنصور
3 - بن الإمامين الخليفتين
4 - أميري المؤمنين
5 - الشريف النبوي

ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله/ ليذهب/ عنكم الرجس/ أهل البيت
ضرب بحضرة مراكش حاطها الله عام ( ا) ثنتي عشر وألف 
1 - دينار باسم الخليفة الواثق بالله رقم: 2166 .2001.7.67(لوحة 5) مؤرخ في حضرة مراكش عام 1013 ﻫ، ويبلغ وزن هذا الدينار 4.7ج، وقطره 3 سم، ويقرأ كالتالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - أبو فارس
4 - الواثق بالله
5 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أبي العباس
2 - المنصور أمير المؤمنين
3 - بن الإمامين الخليفتين
4 - أميري المؤمنين
5 - الشريف النبوي

ثانياً: الهامش
هامشالوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله/ ليذهب/ عنكم الرجس/ أهل البيت
ضرب بحضرة مراكش حاطها الله./ ثلاثة عشر وألف

1 - دينار باسم الخليفة الواثق بالله رقم 2148.2001.7.67، ومؤرخ في عام 1018ﻫ، 1609م، ببلدة الكتاوة، (لوحة 6)، وهو عبارة عن دائرة بداخلها مربع، ويبلغ وزنه 4.6 ج، وقطره 2.8 سم، ويقرأ كالتالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - أبو فارس
4 - الواثق بالله
5 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أمير المؤمنين
2 - أبي العباس المنصور
3 - ابن الإمامين الخليفتين
4 - أميري المؤمنين
5 - الشريف النبوي
ثانياً: الهامش
هامشالوجه
هامشالظهر
إنما يريد الله/ ليذهب/ عنكم الرجس/ أهل البيت
ضرب ببلد (ة)/ ( الكـ) ـتا (ة)/ حاطها الله/ (عام) (ثـ)ـمانية عشر وألف


نقود الخليفة محمد الشيخ المأمون الذهبية (1012-1022 ﻫ/ 

1603-1613 م)
اتخذت دنانير الخليفة الشيخ المأمون شكل الزهرة الدائرية، واحتوت على كتابات سياسية بمركزي الوجه والظهر تتضمن أسماء وألقاب الخليفة منسوبا إلى أبيه الخليفة المنصور بالله أحمد منعوتا بابن الخلفاء الراشدين وملقبا بالشريف الحسني، وهي نفس العبارات التي وردت على دنانير أبيه، أما هامش الوجه فقد خصص لنفس الكتابات الدينية السائدة من الآية القرآنية الكريمة: }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{، واشتمل هامش الظهر على مكان وتاريخ الضرب. ونعتمد في دراسة دنانير الخليفة محمد الشيخ المأمون على ما نشره الباحث "Brethes J.D" من مجموعة من الدنانير التي تحمل اسمه وألقابه، وذلك لعدم اشتمال مجموعة النقود الذهبية السعدية موضوع الدراسة على قطع نقدية باسم هذا الخليفة، ويقرأ هذا الدينار([2])كالتالي: 


أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - محمد الشيخ
4 - المأمون بالله
5 - أمير المؤمنين
1 - أمير المؤمنين
2 - أبو العباس أحمد 
3 - المنصور ابن 
4 - الخلفاء الراشدين
5 - الشريف الحسني.

ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله/ ليذهب/ عنكم الرجس/ أهل البيت
ضرب بفاس حاطها الله عام اثنتي عشر وألف 
وقد استمر الشكل العام لدينار محمد الشيخ المأمون الذي ضرب بمدينة فاس على شكل الزهرة الدائرية، على الدنانير التي ضربت بمدينة مراكش، ويقرأ هذا الدينار على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو محمد الشيخ
المأمون بالله
أمير المؤمنين
ابن الإمام أمير المؤمنين أبو العباس المنصور بن الإمامين الخليفتين أميري المؤمنين
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
انما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / أهل البيت
ضرب بحضرة مراكش حاطها الله خامس عشر وألف
يلاحظ من خلال الدراسة الوصفية لهذا الدينار الذي ضرب بمدينة مراكش في عام 1015ﻫ([3])،وجود بعض الاختلاف في مضمون الكتابات التسجيلية الخاصة بالخليفة محمد الشيخ المأمون مع ديناره المضروب بفاس عام 1012ﻫ، حيث ظهر في كتابات مركز الوجه استبدال لقب "عبد الله الإمام" بلقب "أبو محمد"، أما مركز الظهر فظهرت عبارة "ابن الإمام أمير المؤمنين أبو العباس المنصور بن الإمامين الخليفتين أميري المؤمنين" بدل عبارة "أمير المؤمنين أبو العباس أحمد المنصور ابن الخلفا الراشدين الشريف الحسني"، ويؤكد ذلك ما نشره "Brethes J.D" من مجموعة من الدنانير التي ضربت باسم محمد الشيخ المأمون بحضرة مراكش عام 1015ﻫ([4]).

نقود الناصر زيدان الذهبية في الفترة من 1012-1017 ﻫ

تحتفظ مجموعة النقود الذهبية السعدية موضوع الدراسة، بدينارين نادرين يعكسا الصراع المرير الذي وقع بين أبناء الخليفة أبو العباس المنصور بالله، ويؤكدان دخول الناصر زيدان مدينة مراكش وضربه للنقود الذهبية باسمه في عام 1015ﻫ، وتضم هذه الفترة الطراز الأول من طرز النقود الذهبية للناصر زيدان، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي : 

شكل دائري بداخله وردة ثمانية البتلات
يتميز هذا الطراز من نقود الناصر زيدان الذهبية، باتخاذه الشكل الدائري الذي يتوسطه وردتين ثمانيتين من أنصاف دوائر خطية، وزعت حولها وبداخلها الكتابات القرآنية والتسجيلية، بالخط الثلث المغربي في توزيع هندسي دقيق داخل الوردتين، التي تضم أربعة أسطر في المركز تشتمل على الكتابات التسجيلية، يحيط بها دائرة هامشية من النقط تضم كتابة قرآنية بالوجه، وكتابات تسجيلية بالظهر، كما تتميز هذه النقود بوجود اسم الناصر زيدان في مركز الوجه منعوتا بلقب الفاطمي في مركز الظهر، ويمثل هذا النوع من نقود الملك الناصر زيدان الطراز الأول لنقوده الذهبية التي تضم الفترة من 1012-1017ﻫ.

ويمثل هذا الطراز دينارين الأول رقم: 2183 .2001.7.67(لوحة 7)، المضروب فيمدينة مراكش عام 1015ﻫ،ويمكن قراءة كتاباته على النحو التالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر

1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله السلطان
3 - الملك الناصر زيدان
4 - أمير المومنين
1 - الفاطمي
2 - ابن السلطان أحمد
3 - ابن السلطان محمد
4 - ابن السلطان محمد

ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب بحضرة مراكش حاطها الله عام خمسة عشر وألف

أما الدينار الثاني رقم 2200. 2001.7.67(لوحة 8)، فيتشابه مع الدينار السابق سواء في الشكل العام أو في مضمون النصوص الكتابية وأسلوب تنفيذها، مع ملاحظة وجود طمس في هامش الوجه مكان الآية القرآنية الكريمة: }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{، وكذلك في هامش الظهر في عبارة ( حاطها الله عام)([5])، ويمكن قراءة كتاباته كالتالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله السلطان
3 - الملك الناصر زيدان
4 - أمير المومنين
1 - الفاطمي
2 - ابن السلطان أحمد
3 - ابن السلطان محمد
4 - ابن السلطان محمد
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
.. يريد الله ... عنـ... ........ البيت
ضرب بحضرة مراكش حا.. خمسة عشر وألف


المرحلة الثانية: النقود الذهبية السعدية في الفترة من1018-1037 ﻫ

تعكس مجموعة نقود الناصر زيدان الذهبية موضوع الدراسة الأحداث التاريخية خلال الفترة من 1018ﻫ إلى 1037ﻫ، التي يمكن تقسيمها إلى عدة طرز فنية كالتالي:  

—طراز طغراء الناصر زيدان
يمثل هذا النوع الطراز الثاني من طرز نقود الناصر زيدان الذهبية، والتي تأخذ الشكل الدائري بداخله كتابة طغراء الناصر زيدان في مركز الوجه منعوتا بلقب بـ "الفاطمي" في مركز الظهر، وتحتفظ مجموعة النقود الذهبية السعدية موضوع الدراسة بدينار رقم: 2001.7.67.727، (لوحة 9)، ضرب في مدينة فاس في عام 1018ﻫ، ويمكن قراءة كتاباته كالتالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - طغراء زيدان
3 - عبد اللهأمير المؤمنين
1 - الملك الناصر
2 - زيدان الفاطمي
3 - ابن السلطان أحمد
4 - ابن السلطان محمد
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب .. فاس المحروسة حاطها الله عام ثمانية عشر والف

كما تحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بثلاثة دنانير للطراز الثاني من طرز نقود الناصر زيدان الذهبية، والذي يتمثل في الشكل الدائري المتضمن كتابة طغراء الناصر زيدان في مركز الوجه منعوتا بلقب الفاطمي في مركز الظهر، وهذه الدنانير أرقام: 2001.7.67.2102 (لوحة 10)، ورقم 2001.7.67.2153 (لوحة 11)، والدينار رقم 2001.7.67.2150([6])، (لوحة 12)، ويمكن قراءة كتاباتهم على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
بسم الله الرحمن الرحيم
طغراء زيدان
عبد الله أمير المؤمنين
1 - الملك الناصر
2 - زيدان الفاطمي
3 - ابن السلطان أحمد
4 - ابن السلطان محمد
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب .. بحضرة مراكش حاطها الله عام ثمانية عشر (و) ألف


وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدنانير تمثل الطراز الثاني من النقود الذهبية للناصر زيدان، ضربت في كل من بلدة الكتاوة وبلدة سوس،مما يدل على انتشار هذا الطراز من نقود الناصر زيدان الذهبية، وتعدد مدن ضربه، ويمكن توضيح ذلك كالتالي: 


—دينار رقم: 2001.7.67.2525 (لوحة 13)، ضرب في بلدة الكتاوة في عام 1018ﻫ، يمكن قراءته على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
بسم الله الرحمن الرحيم
طغراء زيدان
عبد اللهأمير المؤمنين
1 - الملك الناصر
2 - زيدان الفاطمي
3 - ابن السلطان أحمد
4 - ابن السلطان محمد
ثانياً: الهامش
هامشالوجه
هامشالظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب ببلدة الكتاوة عام ثمانية عشر وألف


—دينار رقم: 2001.7.67.2187 ( لوحة 14)، ضرب ببلدة سوس، ويرجح تاريخ ضربه في عام 1018 ﻫ، ويقرأ على النحو التالي: 
أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
بسم الله الرحمن الرحيم
طغراء زيدان
عبد اللهأمير المؤمنين
1 - الملك الناصر
2 - زيدان الفاطمي
3 - ابن السلطان أحمد
4 - ابن السلطان محمد
ثانياً: الهامش
قراءة المركز
قراءة الهامش
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب (ب) ببلدة سوس حا(طها الله).... وألف

—الطراز الدائري بداخله مربع خطي يليه مربع من النقط يتميز هذا الطراز بالعودة إلى شكل دنانير الخليفة أبو العباس أحمد المنصور بالله، من حيث الشكل الدائرة بداخله مربع خطي يليه مربع عبارة عن نقط مرصوصة، وتشتمل كتابات مركز الوجه على لقب الناصر زيدان أمير المؤمنين، مع ملاحظة كتابة تاريخ ومكان الضرب على هامش الوجه، بدلا من كتابة الآية القرآنية التي كتبت في هامش الظهر، وقد تعددت مدن ضرب هذا الطراز، ويمكن توضيح ذلك كالتالي:
—دينار رقم: 2001.7.67.2214 (لوحة 16)، الذي يمثل الطراز الثالث من طرز النقود الذهبية للناصر زيدان، وضرب بحضرة مراكش في عام 1018 م، ويمكن قراءته على النحو التالي: 
أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر زيدان
4 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مام محمد الشيخ الإ
3 - مام القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب بحضرة/ مراكش حا/ طها عام / ثمانية عشر وألف
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / أهل البيت

وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدينار رقم : 2001.7.67.2184، (لوحة 24)، مؤرخ في عام عشرين بحضرة مراكش، وتتميز كتابات تتميز مركز الوجه بوجود لقب الناصر زيدان بعبارة ( الملك الناصر زيدان أمير المؤمنين)، ومركز الظهر بعبارة ( ابن الإمامين الخليفتين أميري المؤمنين الشريف الحسني)، وهي نفس العبارات الواردة على دنانير أبيه أبو العباس أحمد المنصور بالله، ويقرأ على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الملك الناصر
4 - زيدان أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الا
2 - مامين الخليفتين
3 - أميري المومنين
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب بحضرة/ مراكش حا/ طها عام / عشرين و(ألف)
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / (أهل البيت) 

ويتطابق الدينار رقم:2001.7.67.2177، (لوحة25)، مع الدينار السابق، ويقرأكالتالي: 
أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الملك الناصر
4 - زيدان أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الا
2 - مامين الخليفتين
3 - أميري المومنين
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب بحضرة/ مراكش حا/ طها (الله) م .. عشر ....
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / أهل (البيت)


تحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدينار رقم 2001.7.67.2213، (لوحة 15)، ضرب هذا الدينار في حضرة سجلماسة في عام 1018ﻫ، ويقرأ على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر زيدان
4 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مام محمد الشيخ الإ
3 - مام القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب بحضرة/ سجلماسة/ حاطها الله / ثمانية عشر وألف
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / أهل البيت
تضم المجموعة موضوع الدراسة دينار رقم2001.7.67.2097 ( لوحة 17)، ضرب هذا الدينار ببلدة الكتاوة في عام 1018ﻫ، ويمثل الطراز الثالث من طرز النقود الذهبية للناصر زيدان، ويقرأ كالتالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر زيدان
4 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مام محمد الشيخ الإ
3 - مام القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب ببلدة/ الكتاوة/ حاطها الله عا / م ثمانية عشر وألف
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / أهل البيت


وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بثلاثة دنانير من الطراز الثالث للنقود الذهبية الخاصة بالناصر زيدان، أرقام: 2001.7.67.21.74، (لوحة 21)، و2001.7.67.2215، (لوحة 22)،و2001.7.67.2185، (لوحة 23)، ضربت هذه الدنانير الثلاثة ببلدة الكتاوة في عام 1018ﻫ، ويمكن قراءة نصوصهم على النحو التالي :

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر لدين الله أمير
4 - المومنين زيدان
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مام محمد الشيخ الإ
3 - مام القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب ببلدة/ الكتاوة/ حاطها الله عام/ ثمانية عشر وألف
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / أهل البيت

ويلاحظ من الدراسة الوصفية أن الدنانير الثلاثة تحمل بعض الاختلافات في توزيع الكتابات التسجيلية،حيث تشتمل كتابات مركز الوجه فيها على لقب الناصر زيدان أمير المؤمنين، وهذه القطع تحمل نفس السمات المميزة لهذا الطراز مع وجود اختلاف في كتابات مركز الوجه، حيث تظهر في السطر الثالث عبارة (الناصر لدين الله أمير) بدلا من عبارة (الناصر زيدان)، وفي السطر الرابع عبارة (المؤمنين زيدان)، بدلا من عبارة (أمير المؤمنين). كما تحتفظ المجموعة بدينار رقم 2001.7.67.2093 (لوحة 18)، يرجح تاريخ ضربه في عام 1019ﻫببلدة الكتاوة،يحمل نفس السمات الفنية السابقة، ويقرأ على النحو التالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر زيدان
4 - أمير المومنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مام محمد الشيخ الإ
3 - مام القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب ببلدة/ الكتاوة/ حاطها الله / عام.. سـعـ .. عشر وألف
ضرب /(بـ) حضرة / .. كتاو. / عام سـعـ .. عشر وألف
يلاحظ من خلال الدراسة الوصفية لهذا الدينار، أنه يحمل بعض الاختلافات في توزيع كتاباته فنجد اختفاء الآية القرآنية }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{ التي سادت على هامش الظهر في نقود الناصر زيدان الذهبية في هذا الطراز، وحل محلها تسجيل مكان وتاريخ الضرب، بالإضافة إلى تسجيل مكان وتاريخ الضرب على هامش الوجه([7]). 

وتشتمل المجموعة موضوع الدراسة على دينار آخر رقم: 2001.7.67.719، يتطابق مع الدينار السابق، ويرجح تأريخ ضربه إلى 1019 ﻫ ببلدة الكتاوة، ويقرأ كالتالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر زيدان
4 - أمير المومنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مام محمد الشيخ الإ
3 - مام القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب ببلدة/ الكتاوة/ حاطها الله عا / م سـعـ. عشر وألف
ضرب / .. ضرة / الكتاوة / عام. سـعـ عشر وألف
وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدينار: 2001.7.67.2211، (لوحة 20)، يحمل السمات الفنية للطراز الثالث لنقود الناصر زيدان، ويقرأ كالتالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر لدين الله زيدان
4 - أمير المؤمنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الا
2 - مام محمد الشيخ 
3 - القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
انما يريد الله / ليذﻫ(ب) / (عنكم الرجس) / (أهل ا) لبيت
ضرب ببلدة / محمـ(دية)/ (حا) طها الله / ...... 


الطراز الدائري بداخلها مربع يحمل اسم الناصر أبو المعالي زيدان هذا الطراز عبارة عن دائرة بداخلها مربع، يتضمن كتابات بالخط المغربي اللين أو المنحني الذي يتميز بتطور أسلوبه الفني، وتشتمل كتابات مركز الوجه على اسم الناصر زيدان بعبارة: (الناصر لدين الله أبو المعالي زيدان أمير المؤمنين)، وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدينارين، أولهما رقم: 2001.7.67.2217، (لوحة 26)، ضرب بحضرة مراكش عام 1025ﻫ، ويقرأ على النحو التالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - الناصر لدين الله 
4- أبو المعالي زيدان
5 - أمير المومنين
1 - ابن الإمام أحمد ابن الإ
2 - مامين الخليفتين
3 - أميري المومنين
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب بحضرة / ..... / حاطها الله (عام)/ خمسة وعشرون وألف
إنما يريد الله / ليذهب / عنكم الرجس / (أهل البيت)
أما الدينار الثاني رقم: 2001.7.67.2186([8])، (لوحة 27)، فيتميز بوجود لقب الناصر زيدان بنحو "أبو المعالى زيدان الناصر لدين الله أمير المؤمنين"([9])، ويرجح مكان ضربه في مراكش عام 1027ﻫ، ويقرأ كالتالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - أبو المعالي زيدان
4- الناصر لدين الله
5 - أمير المومنين
1 - ابن الإمام أبي العباس
2 - أحمد المنصور بن الإمام
3 - محمد الشيخ بن الإمام
4-القائم بأمر الله
4 - الشريف الحسني
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب بحضرة / (مـ) راكش / حاطها الله (عام) / (سـ) بعة وعشرين وألف 


المرحلة الثالثة: النقود الذهبية بعد وفاة الناصر زيدان في الفترة من1037 ﻫ-1054 ﻫ
تتمثل المرحلة الثالثة من النقود الذهبية أواخر الدولة السعدية موضوع الدراسة في الفترة التي أعقبت وفاة الناصر زيدان عام 1037ﻫ/ 1627م، إلى نهاية الدولة السعدية، وتحتفظ المجموعة بدينار رقم 2103 .2001.7.67، (لوحة 28) يحمل أسماء وألقاب الخليفة الوليد بن زيدان، ويتضح من الدراسة الوصفية لدينار الوليد بن زيدان أنه عبارة عن دائرة بداخلها مربع ( دائرة خطية يليها دائرة من النقط وهما متقاطعتان مع الحافة)، وتتميز بتسجيل كتابته التسجيلية والدينية بالخط الثلث المغربي الذي ناله التطور في أواخر العهد السعدي، بالإضافة إلى تسجيل تاريخ السك بالأرقام الغبارية، ويقرأ كالتالي:

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - الخليفة الوليد
3 - المنصور بالله بن الإ
4 - مام الناصر زيدان
1 - ابن الإمام أبي العباس
2 - أحمد المنصور بالله 
3 - ابن الإمام محمد الشيخ
4 - الشريف الحسني

ثانياً: الهامش
هامشالوجه
هامشالظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ضرب بحضرة/مراكش/حاطها الله/ عام

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ويتشابه دينار الوليد بن زيدان مع دينار باسم محمد الشيخ بن زيدان، رقم 2001.7.67.2526، (لوحة 29)، يقرأ على النحو التالي: 

أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
1 - بسم الله الرحمن الرحيم
2 - عبد الله الإمام
3 - محمد الشيخ بن
4 - الإمام زيدان
1 - ابن الإمام أحمد
2 - ابن الإمام محمد 
3 - المهدي بن القائم
4 - بأمر الله الحسني
ثانياً: الهامش
هامشالوجه
هامشالظهر
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

{ضرب} ب حضر{ة}/ مراكش/ حاطها الله/ عام

مسكوكات السعديين
مسكوكات السعديين


الدراسة التحليلية

أولاً: شكل النقود الذهبية أواخر الدولة السعدية

اتخذت مجموعة النقود الذهبية أواخر الدولة السعدية موضوع الدراسة، نفس الأشكال التي تميزت بها النقود الذهبية السعدية، والتي جمعت بصفة عامة بين الشكلين التاليين:

الأول: عبارة عن شكل دائري تحيطه دائرتان على الوجهين، الدائرة الخارجية خطية، والداخلية عبارة عن نقط متراصة وشغل المركز والهامش بكتابات بخط الثلث المغربي، وهو الشكل المتبع منذ العهد المرابطي([10]). بالإضافة إلى الشكل الدائري الذي يتوسطه وردتين ثمانيتين من أنصاف دوائر خطية، وزعت حولها وبداخلها الكتابات القرآنية والتسجيلية، بالخط الثلث المغربي في توزيع هندسي دقيق داخل الوردتين، والذي ظهر على نقود الناصر زيدان الذهبية.

الثاني: عبارة عن شكل دائري تحيطه دائرتان على الوجهين، الدائرة الخارجية خطية، أما الداخلية فعبارة عن نقط متراصة بداخلها مربع تمس زواياه الأربع محيط تلك الدائرة، مكونة بذلك أربع مضلعات متساوية شغلت بكتابات بخط الثلث المغربي، وهو الشكل الشائع منذ الدولة الموحدية([11])، واستمر رسم الشكل الرباعي على الدنانير المستديرة، في أواخر العصر السعدي([12]).

وقداتخذت النقود الذهبية أواخر العصر السعدي الأشكال السابقة، والتي ظهرت في نقود أبناء وأحفاد الخليفة أمير المؤمنين المنصور بالله أبو العباس أحمد([13])،وشاع في نقود تلك الفترة الشكل الدائري، الذي يحيطه به دائرتان على الوجهين، الدائرة الخارجية خطية([14])، أما الداخلية فعبارة عن نقط متراصة بداخلها مربع تمس زواياه الأربع محيط تلك الدائرة([15])، مكونة بذلك أربع مضلعات متساوية شغلت بكتابات بخط الثلث المغربي، وهو الطراز الشائع منذ الدولة الموحدية، والتي ظل تأثيرها واضحاً على العملة الذهبية المغربية([16])حتى عصر الدولة السعدية([17]).

ثانياً: الخطوط الكتابية ومدلولاتها على السكة أواخر العصر السعدي

نفذت الخطوط الكتابية على النقود الذهبية أواخر العصر السعدي بالخط الثلث المغربي، الذي تضمن كتابات تسجيلية، على مركزي الوجه والظهر تشتمل على أسماء ألقاب الخلفاء السعديين متبوعة بأسماء وألقاب الخليفة أمير المؤمنين أبو العباس أحمد المنصور بن الخلفاء الراشدين، منعوتا بلقبي الشريف الحسني، وكتابات دينية، على الهامش تضمنت الآية القرآنية الكريمة: }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{ وهي إشارة واضحة لتمسك خلفاء الدولة السعدية بآل البيت. وتنحصر الكتابات التسجيلية المنقوشة على وجهي الدنانير أواخر الدولة السعدية في العبارات التسجيلية بمركزي الوجه والظهر، والتي تتكون من البسملة، واسم الخليفة وألقابه منسوبا إلى الخليفة أبو العباس أحمد المنصور بالله بنحو ( ابن الإمام أمير المؤمنين/ أبي العباس المنصور/ بن الإمامين الخليفتين/ أميري المؤمنين)، متبوعا بعبارة (الشريف النبوي)([18]).

وقد استعمل المؤرخون في الدولة السعدية، لفظ "الشريف النبوي" للإشارة إلى الخليفة بأنه سبط النبي صلى الله عليه وسلم، وهي حجة لعدم مخالفة أوامره لوجوب طاعة الإمامة النبوية الشريفة. بالإضافة إلى التمسك بالآية القرآنية الكريمة: }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{([19]).

وتشير الكتابات التاريخية إلى أنه مع فجر العهد السعدي بدأت سياسة مغربية جديدة ترفض الخضوع للخلافة العثمانية، لأن فكرة هذا الاستقلال عن العثمانيين تنطلق قبل كل شئ من انتماء الدولة إلى السلالة النبوية، كما أن القائم بأمر الله وأحمد الأعرج لم يتخذ لقب الخلافة، واكتفى بلقب الأمير، وإن كان لفظ "القائم بأمر الله" يعتبر من ألقاب الخلافة، وبمجرد أن استولى محمد المهدي الشيخ على مراكش اتخذ على الفور لقب الخلافة، ولم يتخذ محمد الشيخ لقب "أمير المؤمنين"، واكتفى بلقب "أمير المسلمين"([20]). وكان رد أبو العباس أحمد المنصور على الخلافة العثمانية، أن دعا كل أقطار أفريقيا الغربية إلى بيعته حتى يفوز ببركة خليفة الرسول، وقد فتح مؤسس الدولة الطريق منذ سنة 915ﻫ/ 1510م بفضل لقب "القائم بأمر الله" الذي اتخذه رسميا حتى يسيروا في توسيع رقعة نفوذهم لتبرير حق الخلافة الذي طمحوا إليه([21]).

ويتضح من خلال الاطلاع على توقيعات الملوك في أواخر الدولة السعدية، وجود توقيع موحد لدى هؤلاء الملوك ابتداء من عهد عبد الله الغالب، حيث كان يتركب التوقيع من عبارة "الحمد لله" أو "الحمد لله وحده"، في شكل زخرفي، كما استعمل الملوك السعديون عدة أشكال من الطوابع، التي كانت تحتوي على بعض الآيات القرآنية التي تتناول العدل والإصلاح والاعتماد على الله، والانتماء بآل البيت الكريم، يليها أسماء السلاطين السعديين([22]).

وكان للمراسلات الملكية تقاليدها الخاصة، فالملوك السعديون لم يكونوا يوقعون خطاباتهم بخط أيديهم إلا في عهد أبي مروان عبد الملك المعتصم الذي كان يعرف الإسبانية والإيطالية والتركية، فضلا عن العربية، ويوقع رسائله بخط يده، وظهرت على الرسائل السعدية الموجهة للخارج عبارات للمصادقة عليها مثل "صحيح ذلك"، أو "الحمد لله"، كتبت على شكل الطغراء بحروف معقدة([23]).
وقد وردت ألقاب ملوك الدولة السعدية بشكل واضح في مضمون الرسائل والظهائر السلطانية التي صدرت في تلك الفترة، وقد اتخذ أبناء الخليفة أبو العباس أحمد المنصور بالله (الواثق بالله، ومحمد الشيخ المأمون، والناصر زيدان) مجموعة من الألقاب الملكية التي ظهرت على نقودهم الذهبية، حيث اتخذ الواثق بالله لقب "الأمير"، و"الإمام" و"الخليفة"، و"أمير المؤمنين" على ظهيرين صادرين منه إلى أحد المرابطين، يقرأ أولهما بنحو: «عن أمر عبد الله تعالى الواثق به الأمير أبي فارس بن مولانا أمير المؤمنين الخليفة أبي العباس المنصور بن مولانا الإمام الخليفة أمير المؤمنين ناصر الدين أبي عبد الله محمد الشيخ المهدي بن مولانا الإمام الخليفة أمير المؤمنين أبي عبد الله القائم بأمر الله الشريف النبوي ....»، أما الآخر فيقرأ كالتالي: «عن أمر عبد الله تعالى الواثق به الإمام الخليفة أبي فارس أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين...». كما ظهرت نفس ألقاب الناصر زيدان التي نقشت على مسكوكاته الذهبية على رسائله وظهائره السلطانية بنحو: "الإمام"، و"السلطان"، و"الفاطمي"، حيث خاطب الناصر زيدان أشياخ أحد القبائل في ظهير صادر منه، يقرأ بنحو: «من عبد الله الإمام السلطان الفاطمي السلطاني، أيد الله أمره وأعز نصره»، وحملت رسالة الناصر زيدان إلى الدوق دي مدينة بعض ألقابه بنحو : «صدر هذا المكتوب العلي الإمامي الكريم المظفر الناصري الزيدي الحسني الفاطمي الهاشمي السلطاني عن الأمر العلي النبوي الشريف العلوي الذي دانت لطاعته الكريمة الممالك الإسلامية، وانقادت لدعوته الشريفة سائر الأقطار المغربية ....»([24]).

أما ألقاب السلطان محمد الشيخ المأمون بن المنصور فقد ظهرت في رسالة صادرة منه إلى أحد المرابطين، جاء فيها: «عن الأمر العالي الهمامي السلطاني المأموني الحسني». وفي رسالة من الوليد بن زيدان يكاتب فيها الأشياخ والأعيان من أهل سلا يحثهم على الطاعة والامتثال لأمره، بعض ألقابه بنحو: «... خدام الإمامة الحسنية النبوية العلوية المنصورية الوليدية... من حضرتنا المراكشية... حرسها الله...»، كما وردت ألقابه على رسالة أخرى صادرة منه جاء فيها: «... صدر عن الأمر العلي السلطاني الوليدي المؤيد بالتأييد الرباني ....». أما رسالة السلطان محمد الشيخ بن زيدان إلى الملك الاسباني فيليب الثالث فقد ورد فيها: «صدر هذا المكتوب العلي الإمامي الكريم السلطاني المحمدي الشيخي الحسني الناصر لدين الله، عن الأمر العلي النبوي الشريف العلوي ....» وفي رسالة أخرى صادرة منه فيها: «عن الأمر العلي الإمامي المجاهدي المحمدي الشيخي الحسني الناصر لدين الله، أمير المؤمنين عبد الله محمد الشيخ الحسني...» ([25]).

وقد تميزت الخطوط الكتابية على النقود الذهبية أواخر الدولة السعدية باستمرار استخدام خط الرقعة وهو الخط اللين([26])، والمعروف أن الخط العربي أصبح يتميز بوجود مدرستين منذ القرن الرابع الهجري، الخط الكوفي القيرواني، والخط الكوفي الأندلسي، وبدأت الأخيرة في الانتشار خلال العصر المرابطي، عبر المغربين وإلى منطقة القيروان، أما في عصر الموحدين فقد ظهر نوعين لهذا الخط، الأول في غرب الأندلس، والآخر في شرقها. وشاع في العصر المريني لون من الخط الأندلسي المتمغرب، حيث أخذت الكتابة تكتمل مغربيتها على أيدي بني مرين، واستقر الخط الأندلسي المتمغرب في خمسة أشكال، الأول في الخط المبسوط، الذي استخدم في المصاحف القديمة، والثاني في الخط المجوهر، الذي شاع في المراسيم السلطانية والرسائل، وانحصر الشكل الثالث للخط المتمغرب، في الخط المسند أو الزمامي، الذي استخدم للوثائق العدلية، بينما ظهر الشكل الرابع، في الخط المشرقي، المقتبس من خط الثلث، واستخدم في الوقفيات المنقوشة على اللوحات الرخامية، وتمثل الشكل الخامس في الخط الكوفي، الذي استخدم في كتابة المصاحف، وفي كتابة النقوش الحجرية والجصية([27]).

وتطورت أنواع الخطوط المغربية، وتأنق منها خط الثلث المتمغرب المكتوب على القطع النقدية، واستمر إلى نهاية حكم أحمد المنصور الذهبي وأبنائه، حتى آل الأمر فيما بعد إلى عدة إمارات تقاسمت الحكم، فظهرت نقود الإمارة الدلائية في وسط المغرب، ونقود الإمارة السملالية في القسم الجنوبي منه([28]).

ثالثا: الأرقام الغبارية على النقود الذهبية أواخر العصر السعدي

سميت الأرقام الغبارية بهذا الاسم لأن النساخين الذين كانوا يرسمونها كانوا يضعون عليها غبار لتنشيف موادها، وقد اعتاد المغاربة على استخدام الأرقام الغبارية أو القلم الغباري، وانتقلت هذه الأرقام إلى أوربا من المغرب([29]).

وقد انتشرت الأرقام الغبارية بشكل خاص في الأندلس وبلاد المغرب، وانبثقت تلك الأرقام من الأرقام الهندية، وبعض حروفها تتشابه مع بعض الأرقام القديمة، بالإضافة إلى استخدام أشكال الحروف والكلمات العربية في نشأة الأرقام الغبارية وتطورها، وتوضح المخطوطات الإسلامية المحفوظة بالمكتبة الوطنية بباريس، نشأة الأرقام الغبارية وتطورها حيث دونت عليها مراحل تطور تلك الأرقام من الرقم 1 إلى 9 بالمداد الأحمر([30]).

ويلاحظ أن هناك علاقة مباشرة بين مراحل تطور الأرقام الغبارية وبين الحروف العربية مثل: استخدام حرف الألف (ا) في كتابة الرقم (1)، واستخدام حرف الياء (ي) في كتابة رقم (2)، واستخدام حرف الجيم (ج) في كتابة الرقم (3)، واستخدام حرفي العين والواو ( عو) في كتابة الرقم (4)، واستخدام حرف العين ( ع) في كتابة الرقم (5)، واستخدم حرف الحاء (ح) في كتابة الرقم (6)، وتشكيل حرف الحاء بشكل العصا المعقوفة لكتابة الرقم (7)، ورسم صفرين فوق بعضهما لكتابة الرقم (8)، ثم استخدام شكل حرف الألف والواو في كتابة الرقم (9).

ويمكن توضيح ذلك كالتالي:


رسم توضيحي للأرقام الغبارية

مراحل تطور الأرقام الغبارية([31])

وقد استعملت الأرقام الغبارية على السكة المغربية السعدية([32])، وظهرت تلك الأرقام على النقود الذهبية أواخر الدولة السعدية([33])، في كتابة تاريخ السك على نقود الوليد بن زيدان، ونقود أخيه محمد الشيخ بن زيدان في المجموعة موضوع الدراسة، كما ظهرت الأرقام الغبارية، في كتابة تاريخ الضرب على المسكوكات الفضية والنحاسية لأبي مروان عبد الملك بن زيدان، وأخيه الوليد ومحمد الشيخ([34]). وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدينار رقم 2103 .2001.7.67، يحمل أسماء وألقاب الخليفة الوليد بن زيدان، ويحمل تاريخ السك في عام 1042ﻫ بالأرقام الغبارية، كالتالي :

كما تحتفظ المجموعة دينار باسم محمد الشيخ بن زيدان، رقم 2001.7.67.2526، يحمل تاريخ السك في عام 1045 ﻫ، بالأرقام الغبارية، بنحو:

ومن خلال الدراسة المقارنة بين الدينارين السابقين ودنانير أخرى، يتضح تشابه دينار الخليفة الوليد بن زيدان السابق ذكره مع دينار آخر، يقرأ بنحو: «بسم الله الرحمن الرحيم: الخليفة المنصور/ الوليد بن الإمام/ الناصر زيدان»، أما الظهر فيقرأ كالتالي: «ابن الإمام المنصور/ أبي العباس أحمد/ ابن الإمام المهدي/ الشريف الحسني»، وقد ضرب هذا الدينار بمراكش عام 1042 ﻫ، وسجلت عليه تاريخ السك بالأرقام الغبارية، كما يتضح تطابق الدينار الآخر الخاص بمحمد الشيخ بن زيدان بدينار آخر يحمل اسمه وألقابه، ضرب بمراكش في عام 1045ﻫ، وسجل تاريخ ضربه بالأرقام الغبارية([35]).

وقد نشر "Brethes" دينارين للخليفة الوليد بن زيدان، يتشابهان في كتاباتهما مع الدينار الوليد بالمجموعة موضوعة الدراسة، مع نقش تاريخ الضرب بالحروف العربية، وقرأ تاريخ الضرب علي الدينار الأول رقم 1.616 بنحو: «ضرب بحضرة مراكش عام أربعين وألف»، والآخر رقم 1.617بنحو: «ضرب بحضرة مراكش سنة أربعين وألف»([36]). كما نشر "LavoixHenry" دينارين آخرين للخليفة الوليد بن زيدان، يتشابه أولهما مع النصوص الكتابية الواردة في مركزي الوجه والظهر على الدنانير السابق وصفها، مع كتابة تاريخ الضرب بالحروف العربية، بنحو «ضرب بحضرة مراكش حاطها الله سنة أربعين وألف»([37])، أما الدينار الآخر فيقرأ على النحو التالي:
أولاً: المركز
مركز الوجه
مركز الظهر
الخليفة
الوليد
امام الائمة
لا اله الا
الله محمد
رسول الله
ثانياً: الهامش
هامش الوجه
هامش الظهر
ضرب بحضرة مراكش
سنة احد اربعين وألف([38])


وهذا يدل على أن الخليفة الوليد قد ضرب دنانيره بعدة طرز، كما نقش تاريخ ضرب نقوده بالطريقتين الحروف العربية، والأرقام الغبارية.
كما نشر "Brethes" دينار باسم محمد الشيخ بن زيدان، رقم 1.621، ضرب بمراكش في عام 1046ﻫ، وذكر أن تاريخ الضرب كتب بالأرقام الشرقية، ومن خلال مقارنة ذلك بدينار محمد الشيخ موضوع الدراسة، يتبين أن تاريخ ضرب هذا الدينار كتب تاريخ بالأرقام الغبارية([39]).كما نشر "LavoixHenry" دينار محفوظ بالمكتبة الوطنية في باريس، يتشابه في كتابات مركزي الوجه والظهر، مع دينار محمد الشيخ بن زيدان موضوع الدراسة، مع كتابة تاريخ الضرب بالحروف العربية، بنحو «ضرب بحضرة مركش (مراكش) حاطها الله عام خمس وأربعين وألف»([40])،وهذا يدل على أن محمد الشيخ بن زيدان قد نقش تاريخ ضرب نقوده بالطريقتين الحروف العربية، والأرقام الغبارية.

ثالثا: النقود الذهبية موضوع الدراسة في ضوء الأحداث التاريخية

يمكن تقسيم مجموعة النقود الذهبية موضوع الدراسة، في ضوء تتبع الأحداث الزمنية والإشارات السياسية التي وردت في ثنايا كتابات المصادر التاريخية ووثائق الدولة السعدية، إلى ثلاثة مراحل رئيسة، وتحليل كتاباتها التسجيلية والدينية المنقوشة عليها، وتفسير مدلولاتها السياسية، على النحو التالي:

المرحلة الأولى

تعكس هذه المرحلة الأولى من النقود الذهبية السعدية، في الفترة من 1012-1017ﻫ/ 1603-1608م، عقب وفاة أبو العباس أحمد المنصور بالله، والتي تؤكد المصادر التاريخية أن هذه الفترة قد شهدتصراعاً مريراً بين أبنائه على السلطة، ودارت الحروب والمعارك بينهما، ففي الوقت الذي بويع الناصر زيدان عقب وفاة والده في مدينة فاس، أخذ أخيه أبو فارس عبد الله الواثق بالله البيعة لنفسه في مدينة مراكش، بالإضافة إلى ظهور الشيخ المأمون على مسرح الأحداث، حيث دار الصراع السياسي والعسكري بينهما. وتوضح المصادر التاريخية أن أمير المؤمنين الخليفة المنصور أبو العباس أحمد الذهبي السعدي([41]) كان قد جعل ولاية عهده لابنه الأكبر محمد الشيخ الذي تلقب بالمأمون وولاه على مدينة فاس([42])، ولكن المأمون أساء السيرة، وارتكب مخالفات واعتداءات شنيعة، وبدرت منه أفعال أغضبت الناس، فنقله أبوه إلى سجلماسة على أمل أن يصلح حاله فلم يصلح، فولىالمنصور ابنه الثاني زيدان على فاس وابنه الثالث أبو فارس على مراكش([43]).

ويمكننا الإشارة إلى أن الخليفة محمد الشيخ المأمون قد ضرب السكة في مدينتي فاس، ومراكش، فيما بين 1012-1018ﻫ، وقد أشار مؤرخ مجهول([44]) إلى أن مراكش والسوس ونواحيه كانت تابعة لحكم أبو فارس الواثق بالله([45]). وتشير الكتابات التاريخية أنه بعد وفاة الخليفة أبو العباس أحمد المنصور بالله اجتمع أهل الحل والعقد من أعيان فاس وكبرائها، بعد أن فرغ الناس من دفنه([46])، على بيعة ولده زيدان، وقالوا أن المنصور استخلفه في حياته، ومات في حجره، فبايعه الحاضرون يوم الاثنين، السادس عشر من ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وألف (16 ربيع الأول 1012ﻫ/ 24 أغسطس 1603م)([47]).

وتذكر المصادر التاريخية أنه عندما اتصل بأهل مراكش خبر الوفاة، وكتب إليهم أهل فاس بمبايعتهم لزيدان امتنعوا، وبايعوا أبا فارس عبد الله، الذي تلقب بالواثق بالله، لكونه خليفة أبيه بدار ملكه التي هي مراكش، وكانت بيعة أبي فارس بمراكش، يوم الجمعة، أواخر ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة وألف ( أواخر ربيع الأول 1012 ﻫ/ أوائل أكتوبر 1603م)، وهو شقيق الشيخ المأمون([48]).

وبذلك تشير المصادر التاريخية إلى وجود خليفتين في نفس الشهر الذي توفى فيه الخليفة أبو العباس أحمد المنصور بالله، أولهما الخليفة الناصر زيدان في فاس، والآخر الخليفة أبو فارس الواثق بالله في مراكش، وقد بدأ الصراع السياسي والعسكري بينهما على السلطة، وازداد الأمر تعقيدا بظهور الأخ الثالث "محمد الشيخ المأمون" على مسرح الأحداث حيث كان في السجن، فأخرجه الواثق بالله وسيره على قيادة جيشه لمحاربة أخيهما الناصر زيدان، وكان اللقاء عند موضع يسمى حواته([49]). واستطاع الشيخ المأمون إلحاق الهزيمة بزيدان وتنصيب نفسه ملكا على فاس، ودخل بذلك الأخوة الثلاثة وأبناؤهم في حروب دامية استمرت حدتها طوال العشر السنوات الأولى من وفاة الخليفة المنصور([50]).

وإذا كان أحمد المنصور قد ارتكب خطأ بترشيح ابنه المأمون وليا للعهد، فقد زاد الأمر خطورة عندما وزع أقاليم المملكة بين أبنائه ظنا منه أن هذا الإجراء سيجنب البلاد نتائج نزاع مسلح قد يحدث بينهم، وهو ما وقع فعلا حتى أصبحت فاس شبه مملكة ثانية بعد مملكة مراكش([51]).

وقد انعكس أثر هذا الصراع بين أبناء الخليفة المنصور بالله، وأحفاده على شتى نواحي الحياة، وعلى النقود الذهبية التي ضربت في تلك الفترة بشكل خاص، حيث حملت أسماء وألقاب أبنائه الثلاثة في هذه الفترة، ويمكن من خلال فحص وتحليل المجموعة موضوع الدراسة أن نستخلص ما يلي:
ويلاحظ على مجموعة دنانير الخليفة الواثق بالله موضوع الدراسة التشابه الواضح بين الدنانير أرقام: 2165.2001.7.67، و: 2001.7.67.2190، سواء في الشكل العام أو في النصوص الكتابية، مما يجعلنا نرجح تاريخ ضرب الدينار رقم: 2001.7.67.2175، إلى نفس عام 1012ﻫ، حيث يلاحظ طمس في موضع كتابة تاريخ الضرب، كما يلاحظ بعض اختلاف في طريقة توزيع تلك النصوص الكتابية بين الدنانير السابقة، ورقم: 2001.7.67.2191، حيث يقرأ في السطرين الأولين على مركز الظهر حيث نقش عليه في السطر الأول عبارة "ابن الإمام أبي العباس"، موضع عبارة "ابن الإمام أمير المؤمنين"، كما يقرأ في السطر الثاني عبارة "المنصور أمير المؤمنين"، موضع عبارة "أبي العباس المنصور"، في حين تتفق جميع النصوص الكتابية وأماكن توزيعها، وهذا يؤكد وجود أكثر من قالب لصب السكة في عهد الخليفة الواثق بالله. وقد استمرت نفس طريقة ضرب النقود الذهبية خلال السنة التالية: 1013ﻫ/ 1604م، حيث يوضح ذلك دينار باسم أبي فارس الواثق بالله رقم 2166 .2001.7.67 مؤرخ في حضرة مراكش عام 1013 ﻫ.
ويعتبر الدينار رقم: 2148 .2001.7.67، الذي ينسب إلى الخليفة الواثق بالله، والمؤرخ في عام 1018ﻫ/ 1609م، ببلدة الكتاوة، وتتشابه النصوص الكتابية مع كتابات الدينار السابق مع وجود بعض الاختلافات في طريقة توزيع هذه الكتابات، حيث يقرأ في كتابات السطر الأول من مركز الظهر عبارة "ابن الإمام أمير المؤمنين"، عوضا عن عبارة "ابن الإمام أبي العباس"، وعبارة "أبي العباس المنصور"، عوضا عن عبارة "المنصور أمير المؤمنين"، على درجة كبيرة من الأهمية، سواء في نقاء عياره الذهبي، وبلغ وزنه 4.6 ج، والذي يؤكد ما ورد في الكتابات التاريخية بأن الخليفة الواثق بالله، استمر فيجلب معدن الذهب من السودان([52])، كما كان الحال في عهد أبيه أبي العباس المنصور بالله، وأيضا يؤرخ هذا الدينار للعام الذي قتل فيه الخليفة أبو فارس الواثق بالله، والذي يتوافق مع ما ذكرته المصادر التاريخية([53]).

وإلى جانب النقود الذهبية التي ضربت باسم الخليفة أبو فارس الواثق بالله في حضرة مراكش، في عام 1012ﻫ، فقد ضربت بمدينة فاس نقود ذهبية في نفس العام باسم محمد الشيخ المأمون بن أبو العباس أحمد المنصور (1012-1022ﻫ/1603-1613م)، كما ضرب الخليفة محمد الشيخ المأمون - إلى جانب نقوده التي ضربها بمدينة فاس - نقوداً ذهبية بمدينة مراكش في عام 1015ﻫ، وهو تاريخ انتصار جيشه على جيش الخليفة أبو فارس الواثق بالله، ودخوله مدينة مراكش، كما توضح ذلك المصادر التاريخية، بالقول: «أنه بعد استيلاء الشيخ المأمون على فاس، جهز جيشا لقتال أخيه أبي فارس بمراكش، وأمَر عليه ولده عبد الله، فسار بجيوشه، ووقعت الهزيمة على أبي فارس، ونهبت محلته، وفر بنفسه إلى مسفيوة، ودخل عبد الله بن الشيخ مراكش، وكان دخوله مراكش في العشرين من شعبان سنة خمسة عشرة وألف، 21 ديسمبر 1606م»([54]).

ولم يستمر جيش الخليفة الشيخ المأمون في السيطرة على مدينة مراكش طويلاً، فقد خرج من مراكش مهزوما في سادس شوال سنة ست عشرة وألف (24 يناير 1608م)، حيث تذكر المصادر التاريخية أنه لما دخل عبد الله بن الشيخ مراكش، واستولى عليها، وأساء المعاملة مع أهلها، هربت مجموعة من أهل مراكش إلى جبل جليز، واتفق رأيهم على أن يقدموا للخلافة محمد بن عبد المؤمن ابن السلطان محمد الشيخ، وكان رجلا خيرا، فبايعه أهل مراكش هنالك، والتفوا حوله، وخرج عبد الله بن الشيخ للقتال من جبل جليز والقبض على أميرهم([55]). ولما التقى الجمعان انهزم عبد الله، وولي أصحابه الأدبار، فخرج من مراكش مهزوما سادس شوال سنة ست عشرة وألف (24 يناير 1608م)، إلى أن وصلوا إلى فاس في الرابع والعشرين من شوال من السنة المذكورة/ 11 مارس 1608م([56]).
ويعكس دينار نادر ضرب بحضرة مراكش عام ستة عشر وألف، هذه الأحداث التاريخية، حيث يقرأ في مركز وجهه عبارة: بسم الله الرحمن الرحيم الله حسبي ونعم الوكيل عبد الله أمير المؤمنين، ويحمل هامش الوجه الآية القرآنية الكريمة: }إنا فتحنا لك فتحا مبينا{، كما يقرأ مركز الظهر عبارة: الناصر لدين الله القائم بأمر الله بن أحمد بن الأئمة الراشدين، أما هامش الظهر فيحمل مكان وتاريخ ضربه، بنحو: ضرب بحضرة مراكش عام ستة عشر وألف. وبالإضافة إلى هذا الدينار، فقد عثر على درهم مؤرخ في نفس السنة 1016ﻫ، يأخذ الشكل المربع بداخله دائرة، يقرأ مربع وجهه بنحو: محمد بن أحمد القائم بأمر الله، أما هامش الوجه فيحمل التاريخ بنحو : عام ستة عشر وألف، ويقرأ مربع الظهر بنحو: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويحمل هامش الظهر، مكان الضرب بنحو: بحضرة مراكش([57]). وقد عرفت منطقة السوس في عهد محمد الشيخ بن محمد 951 ت 964ﻫ رواج قطعة ذهبية تزن 3.9جرام، أطلق عليها اسم "دينار المهدي" نسبة إلى محمد الشيخ السعدي، وهذا الضعف في العملة الذهبية قد ساد في المراحل الأولى للدولة السعدية قبل عهد أحمد المنصور بالله الذهبي، حيث تشير نقوده إلى اتخاذه لقب أمير المسلمين ولم يتخذ لقب أمير المؤمنين خلال المرحلة الأولى من حكمه، والسابقة على دخوله مراكش سنة 956ﻫ، وقضائه على الحكم الوطاسي، وتوطيده للسلطة السعدية([58]).

وتذكر المصادر التاريخية، أن السلطان زيدان لما فر من فاس إلى تلمسان، أقام بها مدة، وكان قد بعث إلى ترك الجزائر يستمدهم ويستعيدهم على أخويه فأبطأوا عليه، فلما يئس منهم، توجه إلى سجلماسة فدخلها من غير قتال ولا محاربة، ثم انتقل إلى درعة، ومنها إلى السوس، فكتب إليه أهل مراكش أن يأتيهم فتوجه إليهم، ودخل عليهم ليلا فلم يشعر عبد الله بن الشيخ إلا ونداء أهل مراكش بنصر زيدان، وتقدموا إلى قائدهم عبد الله بن أعراس([59]) الذي ولاه الشيخ فقتلوه، وخرج عبد الله الشيخ فارا بمجموعة من أهل فاس والغرب، وذلك في أواخر سنة خمس عشرة وألف (أواخر أبريل 1607م) ([60]).

كان الشيخ المأمون قد بعث ابنه عبد الله مرة ثالثة إلى حرب الناصر زيدان بمراكش وأعمالها، فخرج عبد الله من فاس آخر ذي الحجة سنة ست عشرة وألف (1016ﻫ/ 1608م)، فالتقى الجمعان بوادي أبي رقراق، فكانت الهزيمة على عبد الله وفر مع أصحابه وترك محلته بما فيها بيد السلطان زيدان، حيث انضم جيشه أهل فاس إلى زيدان، وعندما علم بذلك أبيه الشيخ المأمون فر إلى القصر الكبير ولحق به ابنه عبد الله، وانضم إليهم أبو فارس الواثق بالله([61]). ودخل جيش زيدان بقيادة مصطفى باشا إلى فاس، ومنها توجه إلى ناحية القصر الكبير للقبض على الشيخ المأمون، وعندما وصل الخبر إلى الشيخ فر إلى العرائش ومنها ركب البحر إلى فليب الثالث ملك أسبانيا مستصرخاً به على السلطان زيدان، وذلك في ذي القعدة سنة سبع عشرة وألف/ فبراير 1609م([62]).

المرحلة الثانية

تمثل المرحلة الثانية من النقود الذهبية موضوع الدراسة الفترة من 1018-1037ﻫ/ 1609-1627م، وهي الفترة التي أعقبت مقتل الخليفة أبو فارس الواثق بالله، والخليفة محمد الشيخ المأمون، وانفراد الناصر زيدان بمقاليد الأمور. ففي السابع والعشرين من شوال من نفس العام التقى زيدان مع ابن أخيه عبد الله بن الشيخ صاحب فاس برؤوس الشعاب، فانهزم عبد الله بن الشيخ وفر إلى محلة أبيه بالعرائش، ثم رجع إلى جهة فاس، وانتهى إلى دار ابن مشعل، واستولى عمه السلطان زيدان على محلته، وسار إلى فاس واستولى عليها، وأقام بها إلى أن دخلت سنة ثمان عشرة وألف([63]). وتحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بدينار رقم: 2001.7.67.727 ضرب في مدينة فاس في عام 1018ﻫ، يثبت هذه الأحداث التي وردت في كتب المصادر التاريخية، ويؤكد دخول الناصر زيدان عام 1018ﻫ مدينة فاس([64]).
وتذكر الكتابات التاريخية أنه في سادس رجب سنة تسع عشرة وألف دخل أصحابه فاسا ونهبوها، ثم أمر زيدان بتسكين الروعة والأمان، وفي اليوم الحادي عشر من الشهر المذكور، نزل عبد الله بن الشيخ برأس الماء فخرج زيدان واقتتلوا فانهزم زيدان، وفر وكان ذلك آخر رجوع زيدان إلى فاس، وأنه لما أعياه أمر الغرب، أعرض عنه إلى آخر دولته، وصرف عنايته إلى ضبط ما خلف وادي أم الربيع([65]) إلى مراكش وأعمالها، وبقي عبد الله الشيخ بفاس إلى أن هلك، وقام بأمر فاس من بعده ثوارها([66]).
وتؤكد المصادر التاريخية أن استقرار الأمر نسبيا للمولى زيدان بمراكش بدأ منذ عام 1022ﻫ، بعد أن خفت حدة الحروب الأهلية على أثر مقتل أخويه: أبو فارس الواثق بالله 1018ﻫ([67])، ومحمد الشيخ المأمون 1022ﻫ([68]) وذلك مكنه من العمل على إقرار بعض الأوضاع الداخلية المضطربة، كما ساعده على تنظيم مقاومة الغزاة الأسبان بالشواطئ المغربية([69]).
وقد انعكس استقرار الأوضاع الداخلية في عهد الناصر زيدان في تلك الفترة على دنانيره التي أفرزت عدة طرز فنية تم ضربها في عدة مدن مغربية مثل مراكش، والكتاوة، وسوس، وسجلماسة، والمحمدية، مما يؤكد رواج وانتشار نقود الناصر زيدان الذهبية في المدن المغربية، ونستخلص من خلال دراسة وفحص دنانير كل من الخليفة الواثق بالله، والخليفة الناصر زيدان، ما يلي :

·تلقب الخليفة الواثق بالله بمجموعة من الألقاب مثل لقب "الإمام"، ولقب "أمير المؤمنين" في مركز الوجه، ونسبته إلى والده الخليفة أبو العباس أحمد المنصور بالله في مركز الظهر بعبارة "ابن الإمام أبي العباس المنصور أمير المؤمنين بن الإمامين الخليفتين أميري المؤمنين الشريف الحسني"، في حين تلقب الناصر زيدان بلقب "السلطان الملك" ونسب في مركز الظهر بعبارة: "الفاطمي ابن السلطان أحمد بن السلطان محمد ابن السلطان أحمد".
·يبرز الطراز الأول لنقود الناصر زيدان قوالب سك هذه القطع الذهبية المسكوكة منذ عام 1015ﻫ مدى الخبرة وإحكام الصنعة التي اكتسبها النقاش منذ عهد أحمد المنصور الذهبي، وتطورت في عهد أبنائه رغم الصراعات السياسية والعسكرية التي دارت بين الواثق بالله، ومحمد الشيخ المأمون والناصر زيدان.
·يتميز الطراز الثالث لنقود الناصر زيدان بوجود الطغراء على مركز الوجه، والتي تميزت عن الطغراء العثمانية في أنها مقرؤه، بينما الطغراء العثمانية غير مقرؤه ويصعب التمييز بينها، كما ظهرت هذه الطغراء على نقوده الفضية([70]).
·يلاحظ في الطراز الثالث لنقود الناصر زيدان تسجيل مكان وتاريخ الضرب في أضلاع الوجه، وكتابة الآية القرآنية الكريمة }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{ في أضلاع الظهر وهي العبارة المعتادة في أضلاع الوجه في السكة السعدية.
·ظهور حرف الياء الراجعة في كلمة "الحسني" في الطراز الثاني لنقود الناصر زيدان، وكتابتها بالياء العادية في الطراز الثالث.
·ظهور مكان وتاريخ الضرب موضع كتابة الآية القرآنية في أضلاع الوجه على القطع الذهبية في الطراز الثالث لنقود الناصر زيدان.
·كتابة عبارة "الملك الناصر" في السطر الثالث، ثم كتابة عبارة "زيدان أمير المؤمنين"، في السطر الرابع، وهذا يختلف عن طريقة كتابتها في بلدة الكتاوة، كما ظهر حرف "الميم" العادية في كلمة "الإمام" على عكس وضعها فوق الميم في الطرز السابقة.
·ينقسم أسلوب كتابة العبارات في الطراز الرابع إلى نوعين: أولهما، يسجل عبارة "الإمام أبو المعالي([71]) زيدان الناصر لدين الله أمير المؤمنين" على الوجه، وعبارة: "ابن الإمام أبي العباس أحمد المنصور بن الإمام محمد الشيخ بن الإمام القائم بأمر الله الشريف الحسني"، في الظهر، أما الثاني فتظهر عليه عبارة: "الإمام الناصر لدين الله أبو المعالي زيدان"، في الوجه، وتقرأ عبارة: "ابن الإمام أحمد بن الإمامين الخليفتين أميري المؤمنين الشريف الحسني" في الظهر.
·يلاحظ من خلال الدراسة التحليلية أن كلمة "حضرة" ظهرت على المسكوكات الذهبية أواخر العصر السعدي على مدن أخرىغيرفاس ومراكش.

المرحلة الثالثة

تمثل هذه المرحلة النقود الذهبية في أواخر الدولة السعدية في الفترة من 1038-1054ﻫ/ 1628-1644م، وهي الفترة التي أعقبت وفاة الناصر زيدان عام 1037ﻫ/ 1627م، والتي سجلت فيها أسماء أبنائه([72]). ومن خلال دراسة مجموعة النقود الذهبية أواخر العهد السعدي، موضوع الدراسة، يمكن القول بأن العملة الذهبية في تلك الفترة اتخذت نفس المميزات العامة للسكة السعدية، سواء في الشكل أو مضمون الكتابات التسجيلية والدينية، مع ملاحظة اختفاء عبارة " أمير المؤمنين" على النقود الذهبية في عهد الوليد بن زيدان، ( 1040-1045ﻫ/ 1630-1636م)، ونقود أخيه محمد الشيخ ( 1045-1064ﻫ/ 1636-1654م)، وربما يرجع ذلك إلى أن الأول الذي لم يجاوز سلطانه مراكش وأعمالها، وعظمت في عهده الفتن بفاس حتى عطلت الجمعة من جامع القرويين([73]).
أما الآخر فتذكر الكتابات التاريخية أن محمد الشيخ بن زيدان، عندما قُتل السلطان الوليد في الرابع عشر من رمضان المعظم سنة خمس وأربعين وألف/ 21 فبراير 1636م، اختلف الناس فيمن يقدمونه للولاية عليهم، ثم أجمع رأيهم على مبايعة أخيه محمد الشيخ ( 1045-1064 ﻫ/ 1636-1654م)، وإلقاء القيادة إليه، فأخرجوه من السجن، وبويع بمراكش يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة خمس وأربعين وألف/ 22 فبراير 1636م([74]). كما تصفه المصادر التاريخية بأنه كان منكوس الراية، مهزوم الجيش بسبب ذلك لم يصف له مما كان بيد أخيه وإخوته إلا مراكش وبعض أعمالها([75])،
ويلاحظ على دنانير الوليد ومحمد الشيخ ابني الناصر زيدان ما يلي:

·ظهور كلمة "الخليفة" على نقود الوليد الذهبية في حين اختفت على نقود أخيه محمد الشيخ الثاني.
·كتابة حرف الباء الراجعة في كلمة "أبي"، وكتابة حرف السين فوق حرف العين والباء في كلمة " العباس" على دينار الخليفة الوليد بن زيدان.
·كتابة كلمات فوق بعضها مثل كلمة "الله" فوق كلمة "بسم"، وكتابة حرف الراء فوق حرف الصاد في كلمة "المنصور"، وكتابة كلمة "الإمام" في سطرين نهاية السطر الثالث وبداية السطر الرابع، على دينار الوليد، وكلمة "المهدي" فوق كلمة "بن" على دينار محمد الشيخ بن زيدان.
·نقش كلمة أحمد في مستوى أعلى من كلمة "الإمام" على ظهر دينار محمد الشيخ بن زيدان

دور الضرب في أواخر الدولة السعدية

سكت طوال العصر السعدي عملات عديدة([76])، فسك الدينار، ونصف الدينار، ثم ثلثه، وربعه، وثمنه، والملاحظ أن النظام الذي اتبعته الدولة السعدية هو نظام المعدنين في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، إذ كان أساس النظام النقدي، الدينار الذهبي أو المثقال([77]) والدرهم الفضي أو الأوقية([78]). وقد عرف المغرب السعدي، بفضل النقد القوي الذي دعمه الذهب، وبفضل سياسة التصنيع وتجارة السكر وتجهيز البلاد بأسطول تجاري، حقبة زاهرة في الميدان الاقتصادي مع سلوك سياسة تحرر حقيقية تجاه الدول الأوربية، ومع وجود عملة قوية([79]).
وعلى الرغم من أن المصادر التاريخية لا تقدم معلومات كافية عن دور السكة أو الكثير من الأسرار العلمية بدور الضرب في هذه الفترة([80])، إلا أن المجموعة موضوع الدراسة تمدنا بمعلومات إضافية جديدة وهامة تساعدنا على وضع خريطة لأهم مراكز دور السكة في عهد الناصر زيدان وأبنائه([81])، ويستدل من خلال وجود عدد من دور الضرب على تعدد الإصدارات النقدية في عهده، في سوس وسجلماسة والمحمدية (تارودانت)([82])، ثم بعد ذلك انتشرت دور الضرب وشملت فاس([83]) ومراكش ولكتاوة ودرعة وتافيلالت وإفران، وتعرف العملة المضروبة في هذه المدينة الأخيرة بسكة الغيران([84]) ودراهمها تعرف بالدراهم الكهوفية([85]). ومن أهم دور الضرب في أواخر الدولة السعدية ما يلي :

·فاس المحروسة :
أشارت المصادر التاريخية إلى وجود دارين لسك النقود بفاس([86])، قبل عصر بني مرين، واحدة بعدوة القرويين، وأخرى بعدوة الأندلس، حيث نقلهما الخليفة الناصر الموحدي إلى قصبة فاس، وأسس يعقوب بن عبد الحق المريني أول دار لسك النقود المرينية بفاس الجديدة سنة 674ﻫ/ 1275م، وهذه الدار هي في الأصل التي كانت موجودة بقصبة النوار بفاس القديمة قبل أن تنتقل إلى فاس الجديدة. وكان موقعها بالقرب من القصر المريني، وكانت تتكون من بناية تحيط بساحة مربعة تشتمل على غرف صغيرة يشتغل فيها العمال المعلمون، وفي وسط الساحة مكتب مخصص لأمين الدار ومحاسبيه وكتبته([87]). وتعتبر مدينة فاس من أهم دور الضرب في أواخر الدولة السعدية، ورغم الرسالة التي وجهها المأمون بن المنصور إلى تجار فاس عام 1010ﻫ/ 1600-1601م، يوصيهم فيها بأن تكون معاملتهم المالية على مناهج الشريعة الإسلامية، إلا أن ذلك كان صعب التحقيق، وبخاصة في العصور الموالية، حيث انتشرت الصناعات والأسواق بين فاس ومناطق المغرب ومع الخارج. ففي العصر السعدي، ورغم كل ما فرضته القوانين الدينية والفقهية على التجارة والمال، فإن الوضع كان صعب التحقيق، وربما كان المثل الأول في محاولة جمع المال لزيادة حاجيات الدولة إليه، هم السلاطين والخلفاء بفاس، وذلك عن طريق الضرائب مما جعل الفقهاء والعلماء يتخذون موقفا ضدها([88]).

·حضرة مراكش
تشتمل مجموعة النقود الذهبية موضوع الدراسة، والمؤرخة في أواخر الدولة السعدية على مجموعة من الدنانير التي ضربت في مدينة مراكش، مما يثبت - بما لا يدع مجالا للشك - بأن حضرة مراكش([89]) كانت من أهم دور ضرب العملة في العهد السعدي، ومن بين أمناء السكة (دار الضرب)، بمراكش، أبو العباس أحمد بن محمد الطالب (ت. 1011 ﻫ/ 1602 م)، وإليه ينسب دينار ابن طالب، وقد تولى هذا الموظف منصب الخطبة أيضا بمراكش([90]).
وقد عرفت مدينة مراكش خلال العهد السعدي ارتباط وثيق بين الذهب والسكر في الأسواق المراكشية، ومع وصول السعديين إلى الحكم استمرت السيطرة على الذهب بين مد وجزر إلى ما بعد عهد الخليفة أحمد المنصور بالله، بعد عام 1603 م أي خلال عهد ارتبط المغرب فيه مع بلاد السودان عبر مراكش ارتباطاً وثيقاً. ثم لعبت مراكش دوراً كبيراً في تجارة الذهب خلال 1541-1549 م حيث استصدر الخليفة محمد الشيخ السعدي فتوى لمنع بيع الذهب للنصارى، ودخل الذهب ضمن لوائح "سلع التهريب" وخلال هذه المرحلة أصبحت مراكش محطة ثانوية أمام المحمدية (تارودانت) وخصوصاً أركين ولامينا، الميناءان اللذان احتلهما البرتغال لجلب الذهب إليهم مع بداية عهد السعديين، وأصبحت مراكش محور هذه التجارة بعد ذلك. وقد تطور دور مدينة مراكش في تجارة الذهب ابتداء من عهد السلطان الغالب بأمر الله 1558-1574 م، رغم السرية المفروضة على تجارة الذهب، وفي عهد الخليفة أحمد المنصور بالله أصبح اهتمام الدولة بتجارة الذهب رسميا وفعليا، واتضح هذا في تأكيد الخليفة المنصور ملكية مراكش لملح تغازي وتاودني([91]). وفي ظل الاضطرابات التي عرفها المغرب بعد وفاة الخليفة المنصور بالله، أُبعدت القوافل التجارية عن مدينة مراكش حيث اتجه أكثر من ثلثي القوافل شرقا قاصدا القاهرة عبر وزان، كما أن إنتاج مناجم الذهب بالسودان قد تقلص بشكل خطير، مما جعل الأوربيين أنفسهم أصبحوا يتجهون بوجهتهم الاستعمارية إلى أفريقيا، وبذلك يكون طور الذهب المراكشي قد انتهى بعد أن عرف ازدهاره خلال القرن السادس عشر الميلادي([92]).

·بلدة سوس([93])
تشتمل الدراسة على دينار نادر ضرب في بلدة سوس([94]) في عام
1018ﻫ، مما يدل على أن سوس كانت إحدى دور ضرب العملة في أواخر العهد السعدي، وقد كانت القطع النقدية التي ترد في الوثائق السوسية تحمل اسم الدينار والمثقال على السواء، ودرج الفقهاء في العهد السعدي خاصة على استعمال كلمة المثقال للقطع الذهبية، وظل هذا الاستعمال سائدا إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر حيث أصبح لفظ المثقال يطلق على عشرة دراهم فضية، وذلك بعد الإصلاح النقدي الذي قام به السلطان محمد بن عبد الله سنة 1766م، حينما أسس عملته على المثقال وهو يمثل أكبر قطعة فضية، ومن هذا التاريخ ينصرف استعمال المثقال إلى القطع الفضية والدينار إلى القطع الذهبية. وقد عرفت العملة الذهبية ازدهاراً في العهد السعدي، وذلك بفضل ما قام به الخليفة أحمد المنصور بالله، بعد استقرارهم في تنبكتو 1591م من تزويد المغرب بأحجام الذهب في قوافل منتظمة، واستمر دخول الذهب السوداني إلى المغرب طيلة العهد السعدي([95])، وقد نقصت الكمية بعد موت الخليفة المنصور، وأخذت القوافل تتجه في العقود الأخيرة إلى إبليغ([96]) بدلا من مراكش([97]).

·بلدة سجلماسة
تشتمل المجموعة موضوع الدراسة على دينار ضرب في بلدة سجلماسة، في عام 1018ﻫ، باسم الناصر زيدان أمير المؤمنين، مما يؤكد بأن سجلماسة كانت داراً من دور ضرب العملة في العهد السعدي([98]).والثابت أن سجلماسة لم تكن سجلماسة مجرد محطة للعبور بل صارت مركزاً تجارياً وصناعياً، وداراً لضرب العملة في العهد السعدي([99]).

·بلدة الكتاوة([100])
تحتفظ المجموعة موضوع الدراسة بعدد من القطع الذهبية التي ضربت في أواخر العهد السعدي في بلدة الكتاوة، مما يؤكد أن الكتاوة كانت إحدى دور ضرب العملة في أواخر الدولة السعدية، وقد ازدهرت منطقة أكتاوة في عهد السعديين حيث كانت محطة هامة على طريق التجارة الصحراوية بعد أن كانت منطلقا لحملة المنصور السعدي على السودان، واشتهرت بها عدة قصور، أهمها تسرات، وبني حيون، وبني صبيح، التي كانت بها طائفة يهودية اشتغلت بالتجارة والصياغة وسك النقود على عهد أحمد المنصور الذهبي([101]).

·بلدة المحمدية
تشتمل الدراسة على دينار ضرب في عهد الناصر زيدان في بلدة المحمدية، مما يدلل على أن المحمدية كانت إحدى دور ضرب العملة في أواخر العهد السعدي. وتعتبر مدينة المحمدية([102]) (تارودانت) قاعدة بلاد سوس، وقد ازدادت مكانة المحمدية في عهد أحمد المنصور الذهبي، خاصة عندما نجح أحمد المنصور الذهبي في فتح بلاد السودان([103]). ويلاحظ من خلال الدراسة الوصفية للدينار رقم: 2001.7.67.2211، المضروب ببلدة المحمدية، أنه يحمل السمات الفنية للطراز الثالث لنقود الناصر زيدان، وجود بعض الاختلافات في طريقة تنفيذ بعض العبارات والحروف على هذا الدينار، مثل كتابة حرف الألف في كلمة "الإمام" في نهاية الكلمة بالسطر الثاني، وكتابة كلمة "زيدان" في نهاية السطر الثالث بحروف مركبة فوق بعضها، وهذا الأسلوب في تداخل أجزاء الكلمات ظهر على النقود الذهبية منذ عهد الخليفة محمد الشيخ بن محمد (951-964ﻫ)، ثم استمر على النقود الذهبية السعدية، وذلك لمحاولة استغلال المساحات الصغيرة الموجودة على العملة، مع إضفاء الطابع الجمالي الذي يتيحه الخط اللين([104])، وكتابة الياء الراجعة في كلمة "الحسني" في السطر الرابع على مركز الظهر، ووجود بعض العلامات الزخرفية ورسوم الدوائر على كتابات مركزي الوجه والظهر، ومن خلال هذه القطعة يمكن إضافة بلدة المحمدية كدار ضرب إلى قائمة دور ضرب العملة في العهد السعدي، الذي يرجح تأريخه في الفترة 1018-1030ﻫ.

ومن خلال الكتابات التاريخية يمكن القول بأن السعديين([105]) استعملوا النقود في المبادلات لتفادي مساوئ المقايضة، حيث قاموا بدور مهم في انتشار استعمال العملة والنقود، لقبولهم لها كوسيلة لدفع الضرائب والرسوم الجبائية، فأعطت بذلك لبعض العملات قوة إبرائية، ونتج عن اعتبار النقود وسيلة مقبولة ومفروضة في المبادلات، أنها أصبحت تمثل بذاتها قوة شرائية محدودة وفعلية، يمكن استبدالها، ضمن حدود معينة بكمية من السلع والخدمات، ويستنتج من المصادر التاريخية أنه كثيراً ما تغيرت الأسعار طوال العصر السعدي، فتزايدت بصفة خيالية أيام المجاعات وعدم الاستقرار، ثم انخفضت في الأيام العادية، مؤدية بذلك إلى اضطراب العملة وعدم استقرارها، وتراوح الصرف طوال العصر السعدي بالنسبة للمثقال ما بين عشرة وخمس عشرة أوقية، والأوقية ما بين أربعين وستين موزونة. واعتبرت قيمة العملات من المعدن بالنسبة للمثقال 3.548 ج من الذهب، والأوقية 3.3105 ج من الفضة، والفلس 0.31 ج من النحاس، ولكن هذه الأوزان كثيراً ما تغيرت، فعلى سبيل المثال، فالدينار الذي سك بفاس بعد الرجوع من معركة وادي المخازن كان وزنه 3.80 ج، والدينار الذي ضرب بمراكش عام 1000 ﻫ كان وزنه 4.5ج([106]).
ويعتبر العصر السعدي عهد تجديد شمل عدداً من مظاهر الحياة بالمغرب الأقصى، وكانت الكتابة من الأشياء التي استفادت من هذا الإصلاح الجديد، فابتكرت فيها جملة من الأساليب المستجدة، وأنشئ لأول مرة شبه مدرسة لتعليم الخط في جامع المواسين بمراكش، والثابت من المصادر التاريخية أن السلطان أحمد المنصور الذهبي كان يجيد الكتابة بالخط المشرقي، ويكاتب به علماء المشرق، كأحسن ما يوجد في خطوطهم. كما شجع العصر السعدي على انتشار الخطوط المغربية المعروفة، من المغربي إلى الأندلسي إلى المشرقي على تعدد أشكال هذه الخطوط، وتنوع أصنافها، ونبغ في هذا العصر ناسخون بارعون كان من بينهم بعض الأمراء السعديين، كما ساهم العصر بنصيب وافر في نسخ الأصول والكتب النادرة، وازدهرت الزخرفة الكتابية([107]).
وتعكس مجموعة النقود الذهبية موضوع الدراسة ذلك الرقي الفني والازدهار الصناعي الذي تميز به العصر السعدي والواضح في أساليب تنفيذ الخطوط العربية وزخرفتها على النقود الذهبية المؤرخة في أواخر العصر السعدي([108]).

الخلاصة وأهم النتائج:

·نشر تسعة وعشرين قطعة ذهبية ترجع إلى أواخر الدولة السعدية منها: ستة دنانير باسم أبو فارس الواثق بالله، ( 1012-1017 ﻫ/ 1603م-1618م)، وإحدى وعشرون ديناراً باسم الناصر زيدان ( 1012-1037 ﻫ/1603-1637م)، ودينار باسم الوليد بن زيدان 1040-1045ﻫ/1630-
1636م، ودينار باسم محمد الشيخ بن زيدان ( 1045-1064ﻫ/ 1636-1654 م).
·تقسيم النقود الذهبية في أواخر الدولة السعدية إلى عدة طرز فنية وفق تسلسلها الزمني، وحسب المعطيات الفنية والأثرية، وشرح أشكال تلك النقود وطرقها الصناعية، وأساليبها الزخرفية.
·دراسة الأسماء والألقاب الخاصة بالخلفاء والسلاطين الذين حكموا أواخر العصر السعدي، وتفسير مدلولاتها السياسية، لمعالجة العديد من الإشكاليات والحوادث التاريخية والقضايا الاقتصادية والسياسة، والاجتماعية، التي وردت في كتابات المصادر التاريخية للدولة السعدية.
·وصف مجموعة النقود الذهبية موضوع الدراسة وصفاً علمياً دقيقاً، ووضع رسوماً توضيحية لها تسهم بشكل فعال في قراءتها وتتبع عناصرها الكتابية والزخرفية، وشرح أنواع الخطوط المنقوشة على وجهيها.
·حصر لأهم دور ضرب النقود الذهبية في أواخر الدولة السعدية، وإضافة مراكز صناعية جديدة إلى قائمة دور ضرب العملة في المغرب الأقصى، وتحديد السمات الفنية والصناعية المميزة لكل جهة.


جدول الدنانير موضوع الدراسة المحفوظة بالمتحف الوطني للآثار في الرباط

أولاً: دنانير أبو فارس الواثق بالله

الطراز
رقم السجل
الوزن
القطر
دار الضرب
ملاحظات
1
أبو فارس الواثق بالله
2191 2001.7.67
4.7 ج
2.9 سم
مراكش
1012ﻫ
2
أو فارس الواثق بالله
2165 2001.7.67
4.7 ج
2.7 سم
مراكش
1012ﻫ
3
أبو فارس الواثق بالله
2190 2001.7.67
4.6 ج
2.6-2.7 سم
مراكش
1012ﻫ
4
أبو فارس الواثق بالله
2175 2001.7.67
4.6 ج
2.7سم
مراكش
1012ﻫ
5
أبو فارس الواثق بالله
2166 2001.7.67
4.7 ج
3سم
مراكش
1013ﻫ
6
أبو فارس الواثق بالله
2148 2001.7.67
4.6 ج
2.8 سم
الكتاوة
1018ﻫ
********

ثانياً: دنانير الناصر زيدان في الفترة من 1018-1037 ﻫ

م
الطراز
رقم السجل
الوزن
القطر
دار الضرب
ملاحظات
1
الناصر زيدان
2183. 2001.7.67
4.6 ج
2.8سم
مراكش
1015 ﻫ
2
الناصر زيدان
2200. 2001.7.67
4.5 gr
2.7 cm
مراكش
1015 ﻫ
3
الناصر زيدان
727. 2001.7.67
4.6 gr
2.7 cm
فاس
1018 ﻫ
4
الناصر زيدان
2001.7.67.2102
4.7 gr
2.6 cm
مراكش
1018 ﻫ
5
الناصر زيدان
2001.7.67.2153
4.6 gr
2.7 سم
مراكش
1018 ﻫ
6
الناصر زيدان
2001.7.67.2150
4.6 gr
2.7 سم
مراكش
1018 ﻫ
7
الناصر زيدان
2001.7.67.2097
4.2 gr
2.7 2.8- سم
بلدة الكتاوة
1018 ﻫ
8
الناصر زيدان
2001.7.67.2174
4.4 gr
2.7 سم
بلدة الكتاوة
1018 ﻫ
9
الناصر زيدان
2001.7.67.2186
4.6 gr
2.7 سم
مراكش
1027 ﻫ
10
الناصر زيدان
2001.7.67.2213
4.0 gr
2.8 cm
سجلماسة

11
الناصر زيدان
2001.7.67.2214
4.4 gr
2.8 cm
مراكش
1018 ﻫ
12
الناصر زيدان
2093. 2001.7.67
gr4.2
2.7 cm
الكتاوة
1019 ﻫ
13
الناصر زيدان
719. 2001.7.67.
gr 4.3
2.7 cm
الكتاوة
14
الناصر زيدان
2211. 2001.7.67
4.37 gr
2.6 cm
المحمدية
15
الناصر زيدان
2215. 2001.7.67
4.3 gr
2.8 cm
بلد الكتاوة
1018 ﻫ
16
الناصر زيدان
2185. 2001.7.67
4.5ج
2.8 سم
مراكش
1020 ﻫ
17
الناصر زيدان
2184. 2001.7.67
4.6ج
2.8 سم
مراكش
1020 ﻫ
18
الناصر زيدان
2177. 2001.7.67
4.6ج
2.8 سم
مراكش
19
الناصر زيدان
2217. 2001.7.67
4.3ج
2.8 سم
مراكش
1025 ﻫ
20
الناصر زيدان
2525. 2001.7.67
4.6 gr
2.6 سم
الكتاوة
1018 ﻫ
21
الناصر زيدان
2187. 2001.7.67
4.6ج
2.6 سم
سوس

ثالثا : دنانير أبناء الناصر زيدان

م
الطراز
رقم السجل
الوزن
القطر
دار الضرب
ملاحظات
1
الوليد بن زيدان
2103. 2001.7.67
Gr 4.5
cm
مراكش
1042 ﻫ
2
محمد الشيخ بن زيدان
2526. 2001.7.67
Gr 4.5
2.9 cm
مراكش
1045ﻫ


الموضوع الأصلي بقلم الدكتور عبد العزيز صلاح سالم
أستاذ الآثار والفنون الإسلامية المساعد بكلية الآثار
جامعة القاهرة
خبير الآثار بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - esesco




تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -