أخر الاخبار

رباط الفتح - عاصمة المملكة المغربية

دليل المغرب الرباط

رباط الفتح - عاصمة المملكة المغربية
دليل المغرب

الرباط هي عاصمة المغرب وثالث أكبر مدينة فيها، وبالرغم من العديد من الأماكن والوجهات السياحية المميزة داخل الرباط إلى أن المدينة تعتبر الأقل أهمية من الناحية السياحية مقارنة بباقي المدن المغربية مثل فاس وأغادير والدار البيضاء. يبلغ عدد سكان الرباط حوالي مليون ونصف نسمة وتتميز المدينة بصناعة المنسوجات والفلين وهما من أكثر الأنشطة التي يتم الاعتماد عليها في النواحي الاقتصادية للمدينة، بالإضافة إلى ذلك تتميز المدينة بصناعة الحرف اليدوية والطوب الأحمر. وبحكم كونها عاصمة المغرب فهي تعد أهم مركز حكومي في البلاد حيث تضم العديد من المؤسسات الحكومية الهامة. 

يرجع تاريخ مدينة الرباط إلى فترات تاريخية مختلفة، إلا أن التأسيس الأولي للمدينة يعود إلى عهد دولة المرابطين الذين أنشأوا
رباطا محصنا ، ذلك أن هاجس الأمن كان أقوى العوامل التي كانت وراء هذا الإختيار ليكون نقطة لتجمع المجاهدين، ورد الهجومات البورغواطية، ولذلك سميت مدينة الرباط ، وخلال العهد الموحدي عرفت مدينة الرباط إشعاعا تاريخيا وحضاريا، حيث تم تحويل الرباط (الحصن) على عهد عبد المومن الموحدي إلى قصبة محصنة لحماية جيوشه التي كانت تنطلق في حملات جهادية صوب الأندلس.
دليل المغرب الرباطوفي عهد حفيده يعقوب المنصور، أراد أن يجعل من رباط الفتح عاصمة لدولته، وهكذا أمر بتحصينها بأسوار متينة. وشيد بها عدة بنايات من أشهرها مسجد حسان بصومعته الشامخة. وفي القرن الرابع عشر بدأت الرباط تعرف اضمحلالا بسبب المحاولات المتتالية للمرنيين للاستيلاء عليها. وإنشاؤهم لمقبرة ملكية بموقع شالة لخير دليل على ذلك.
وفي عهد السعديين 1609 سمح للمسلمين القادمين من الأندلس بالإقامة بالمدينة، فقاموا بتحصينها بأسوار منيعة والتي ما زالت تعرف بالسور الأندلسي. وفي هذا العهد تم توحيد العدوتين (مدينة الرباط وسلا) تحت حكم دويلة أبي رقراق، التي أنشأها الموريسكيون. ومنذ ذلك الحين اشتهر مجاهدوا القصبة بنشاطهم البحري، وعرفوا عند الأوربيين باسم “قراصنة سلا” وقد استمروا في جهادهم ضد البواخر الأوربية إلى غاية سنة 1829.

أهم الأماكن والوجهات

توفر الرباط العديد من الأماكن السياحية المميزة، وتعد الرباط مدينة سياحية ثقافية بامتياز إذ ترتكز أغلب المعالم السياحية في المدنية على النواحي التاريخية والثقافية مما يشكل فرصة للسائح لاستكشاف تاريخ المدنية وثقافتها ورؤية أهم المعالم التاريخية فيها، دعونا نتعرف على أهم أماكن الجذب السياحي داخل مدينة الرباط: 

شالة

وهي من أهم المواقع الأثرية في المغرب عموماً، حيث توفر للسائح فرصة للاطلاع على ذكريات الرباط القديمة ورؤية أهم  المعالم الخاصة بتاريخ المغرب.
بقيت شالة مهجورة منذ القرن الخامس حتى القرن العاشر الميلادي حيث تحول الموقع إلى رباط يتجمع فيه المجاهدون لمواجهة قبيلة برغواطة. لكن هذه المرحلة التاريخية تبقى غامضة إلى أن اتخذ السلطان المريني أبو يوسف يعقوب سنة 1284م من الموقع مقبرة لدفن ملوك وأعيان بني مرين حيث شيد النواة الأولى لمجمع ضم مسجدا ودارا للوضوء وقبة دفنت بها زوجته أم العز.
حضيت شالة على عهد السلطان أبي الحسن باهتمام بالغ. أما ابنه السلطان أبو عنان فقد أتم المشروع، فبنى المدرسة شمال المسجد والحمام والنزالة وزين أضرحة أجداده بقبب مزخرفة تعتبر نموذجا حيا للفن المعماري المتميز لدولة بني مرين. تراجعت شالة مباشرة بعد قرار المرينيين بإعادة فتح مقبرة القلة بفاس، فأهملت بناياتها، بل وتعرضت في بداية القرن الخامس عشر الميلادي للنهب والتدمير لتحتفظ بقدسيتها العريقة وتعيش بفضل ذكريات تاريخها القديم على هامش مدينة الرباط ، وتصبح تدريجيا مقبرة ومحجا لساكنة المنطقة، بل معلمة تاريخية متميزة تجتذب الأنظار.

في القرن الرابع عشر الميلادي (1339) أحيط الموقع بسور خماسي الأضلاع مدعم بعشرين برجا مربعا وثلاث بوابات أكبرها وأجملها زخرفة وعمارة الباب الرئيسي للموقع المقابل للسور الموحدي لرباط الفتح. أما داخل الموقع فقد تم تشييد أربع مجموعات معمارية مستقلة ومتكاملة تجسد كلها عظمة ومكانة مقبرة شالة على العهد المريني.

ففي الزاوية الغربية للموقع ترتفع بقايا النزالة التي كانت تأوي الحجاج والزوار. وفي الجزء السفلي تنتصب بقايا المقبرة المرينية المعروفة بالخلوة، والتي تضم مسجدا ومجموعة من القبب أهمها قبة السلطان أبي الحسن وزوجته شمس الضحى، والمدرسة التي تبقى منارتها المكسوة بزخرفة هندسية متشابكة ومتكاملة وزليجها المتقن الصنع نموذجا أصيلا للعمارة المغربية في القرن الرابع العاشر.
في الجهة الجنوبية الشرقية للموقع يوجد الحمام المتميز بقببه النصف دائرية، التي تحتضن أربع قاعات متوازية..

أما حوض النون، فيقع في الجهة الجنوبية الغربية للخلوة وقد كان في الأصل قاعة للوضوء لمسجد أبي يوسف، وقد نسجت حوله الذاكرة الشعبية خرافات وأساطير جعلت منه مزارا لفئة عريضة من ساكنة مدينة الرباط ونواحيها.

السور الموحدي

دليل المغرب الرباط
شيد هذا السور من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، حيث يبلغ طوله 2263م، وهو يمتد من الغرب حتى جنوب مدينة الرباط ، ويبلغ عرضه 2.5م وعلوه 10 أمتار وهذا السور مدعم ب 74 برجا، كما تتخلله 5 أبواب ضخمة (باب لعلو، باب الحد، باب الرواح، وباب زعير).

السور الأندلسي

شيد على عهد السعديين من طرف المورسكيين، يقع على بعد21م تقريبا جنوب باب الحد، ليمتد شرقا إلى برج سيدي مخلوف، وهو يمتد على طول 2400م. وقد تم هدم جزء من هذا السور 110م بما فيه باب التبن، والذي يعتبر الباب الثالث لهذا السور مع باب لبويبة وباب شالة. وهو على غرار السور الموحدي مدعم بعدة أبراج مستطيلة الشكل تقريبا، ويبلغ عددها 26 برجا، وتبلغ المسافة بين كل برج 35 مترا.

قصبة الأوداية

وهي من أبرز المعالم السياحية في مدينة الرباط، وهي من أكثر المعالم السياحية في الرباط زيارة حيث يتمتع السائح  بالتجول بين أسوار وأزقة الأوداية وزيارة بعض المقاهي الشعبية المطلة على المحيط.
كانت الأوداية في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين لمحاربة قبائل برغواطية، ازدادت أهميتها في عهد الموحدين، الذين جعلوا منها رباطا على مصب وادي أبي رقراق، وأطلقوا عليها إسم المهدية. بعد الموحدين أصبحت مهملة إلى أن استوطنها الموريسكيون الذين جاءوا من الأندلس، فأعادوا إليها الحياة بتدعيمها بأسوار محصنة.
وفي عهد العلويين عرفت قصبة الأوداية عدة تغييرات وإصلاحات ما بين ســــــــنة (1757-1789)، وكذلك ما بين سنة (1790 و 1792). وقد عرف هذا الموقع تاريخا متنوعا ومتميزا، يتجلى خصوصا في المباني التي تتكون منها قصبة الأوداية. فسورها الموحدي وبابها الأثري (الباب الكبير) يعتبران من رموز الفن المعماري الموحدي. بالإضافة إلى مسجدها المعروف بالجامع العتيق، أما المنشآت العلوية فتتجلى في الأسوار الرشيدية، والقصر الأميري الذي يقع غربا وكذلك منشئتها العسكرية برج صقالة.

مسجد حسان

تم تشييد الصومعة في عصر الموحدين وهي من المباني التاريخية الجميلة في الرباط وتعطي انطباعاً للسياح عن  مدى ثقافة وتاريخ المغرب ويزور الصومعة الآلاف من السياح سنوياً.

يعد مسجد حسان واحدا من بين المباني التاريخية المتميزة في مدينة الرباط التي تقع عليها عين الزائر، شيد من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، كان يعتبر من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضربه سنة 1755م. وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش ، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته. هي مربعة الشكل تقف شامخة حيث يصل علوها 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو، يؤدي إلى أعلى الصومعة ويمر على ست غرف تشكل طبقات. وقد زينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة على الحجر المنحوت وذلك على النمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر

المدينة القديمة

توفر المدينة القديمة بالرباط فرصة للاطلاع على الأنشطة التجارية التاريخية في المدينة، فمع أزقتها الضيقة ومحلات الصناعات اليدوية والحرفية، سيتمتع السائح بقضاء جو لطيف ومميز داخل المدينة.

رباط الفتح - عاصمة المملكة المغربية

الحديقة الوطنية للحيوانات

وهي من أبرز الأماكن الترفيهية بمدينة الرباط، وتتميز الحديقة بفضائها المفتوح وتنوع الأصناف الحيوانية، كما تتميز بوجود الأسود الأطلسية والتي تعد من الأنواع المهددة بالانقراض حيث توفر للزائر فرصة لمشاهدة هذا النوع من الأسود النادرة. 
كما تضم مدينة الرباط العديد من المناطق السياحية الأخرى مثل الحديقة الأندلسية وضريح محمد الخامس ومتحف الأوداية 

ثقافة محلية

يشكل الأمازيغ والعرب النسبة الكبرى من سكان الرباط كما يوجد نسبة قليلة جداً من اليهود والنصارى داخل الرباط ويشكلون حوالي 2% من مجموع السكان، وبحكم الثقافة التاريخية والأصول الإسلامية التي تميز الرباط فإن الثقافة المحلية هناك تنبع العادات والأصول الإسلامية بالإضافة إلى الثقافة الأمازيغية والعربية. 

أسعار التنقل والمواصلات

توجد داخل الرباط محطتين للنقل بواسطة الباصات وهي تخدم معظم أرجاء مدينة الرباط، بالإضافة إلى وجود محطة رئيسية للقطار وهي الوسائل الأكثر حيوية للتنقل بالرباط، كما يمكن للسائح التنقل داخل مدينة الرباط بواسطة سيارات التاكسي وهي وسيلة جيدة نوعاً ما وغير مكلفة لكنها لا توجد بوفرة في كل مناطق الرباط، أيضاً يمكن استئجار السيارات الخاصة وهي وسيلة غير متوفرة بشكل كبير داخل الرباط.
وللوصول من مطار الرباط سلا الدولي لمركز مدينة الرباط فلا يتوفر سوى وسيلة واحدة وهي سيارات الأجرة الكبيرة (جراند تاكسي) وتبلغ تكلفة الرحلة حوالي 4 دولارات،

حالة الطقس خلال السنة ومتى ينصح بالزيارة

تتميز مدينة الرباط بجوها المعتدل أغلب شهور السنة، حيث تبلغ متوسط درجات الحرارة في نهار فصل الصيف حوالي 25 درجة مئوية، وتنخفض في ساعات الليل إلى أقل من ذلك بكثير، وفي فصل الشتاء يكون الجو بارداً نوعاً ما حيث تتأرجح درجات الحرارة من 8– 19 درجة مئوية، وتعتبر فترة الربيع هي الفترة الأنسب لزيارة الرباط حيث تكون درجات الحرارة معتدلة مع الأخذ في الحسبان انخفاض الحرارة في ساعات الليل لذلك ينبغي على السائح مراعاة ذلك من خلال ارتداء ملابس مناسبة خلال هذه الفترة.

مطارات

مطار الرباط سلا الدولي هو المطار الأساسي الذي يخدم العاصمة المغربية الرباط، ويقع على بعد حوالي 8 كيلو من العاصمة، شهد المطار في السنوات الأخيرة عدة عمليات تطوير شملت جميع مرافق المطار بالإضافة إلى زيادة مساحة المطار وإنشاء عدة بنايات إدارية جديدة داخله، ويشتمل المطار على العديد من المحلات التجارية بالإضافة إلى بعض المقاهي والمطاعم كما يضم المطار قاعة خاصة لرجال الأعمال والضيوف المميزين.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -