بعد عام من الحملة الاستطلاعية الناجحة التي قادها طريف بن مالك، وبعد أن انتهى موسى بن نصير من وضع خطة الفتح، تحرك جيش من سبعة آلاف مقاتل يقوده القائد طارق بن زياد، وذلك في شعبان من سنة 92هـ الموافق يونيه 711م.
وبعد تجهيز السفن التي ستحمل الجند تحرَّك الجيش الإسلامي وعبر المضيق – الذي عُرف فيما بعد باسم قائد هذا الجيش مضيق جبل طارق- ومن جبل طارق انتقل طارق بن زياد إلى منطقة واسعة تُسَمَّى الجزيرة الخضراء، وهناك قابل الجيش الجنوبي للأندلس، وهو حامية جيش النصارى في هذه المنطقة؛ فلم تكن قوَّة كبيرة.
وعرض عليهم القائد الإسلامي طارق بن زياد الدخول في الإسلام، ويكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، ويتركهم وأملاكهم، أو يدفعون الجزية ويترك لهم -أيضًا- ما في أيديهم، أو القتال.
ولكن هذه الحامية رفضت العروض وأعلنت الصدام؛ وبدأت أول معركة خاضها وقادها القائد طارق بن زياد في فتح بلاد الأندلس؛ وكانت الغلبة فيها تنتقل بين الفريقين، حتى انتصر طارق بن زياد، فأرسل زعيم تلك الحامية التي هزمت وكان اسمه تُدْمير على الفور رسالة عاجلة إلى طليطلة عاصمة الأندلس ومقر البلاط الملكي للذريق يقول له فيها: "أَدْرِكْنا يا لُذريق؛ فإنه قد نزل علينا قوم لا ندري أَهُمْ من أهل الأرض أم من أهل السماء؟! قد وطئوا إلى بلادنا وقد لقيتُهم فلتنهض إليَّ بنفسك".
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.