أخر الاخبار

مصطفى الازموري [ إستيفانيكو] المغربي الذي اكتشف امريكا


Estevanico


historymacdougald
تمثال نصفي لاستيفانيكو بمدينة تامبا بولاية فلوريدا الامريكية 


في بداية القرن السادس عشر، وخلال مجاعة ضربت المغرب ابان زمن الوطاسيين عام 1520 اختطف البرتغاليون الغزاة شابا مغربيا من ناحية أزمور. بعد بيعه أصبح اسمه إصطيبانيكو Estivanico  ، ثم وجد نفسه مبحرا مع الإسبان أثناء استكشافهم لقارة العالم الجديد المجهولة. سيعيش الزموري آنذاك مغامرات لم تخطر له على بال.

مصطفى الازموري تم بيعه الى الاسبان   المحتلين لبعض المدن الشاطئية المغربية،  لينضم الى رحلة قام بها المستكشف الاسباني  دي فاكا في  امريكا الشمالية..  لم ينج من الرحلة المهولة تحت ضربات الهنود الحمر  والجوع والعطش والمرض الا اربعة اشخاص كان منهم مصطفى الازموري او استيفانيكو Estivanico  الذي لعب دورا في اكتشاف مدينة الذهب الاسطورية سيبولا؛  إذ كان دليلا للاسبان المستولين على المكسيك  وغرب الولايات المتحدة الامريكية الحالية ،للاستيلاء  على تلك المدينة الاسطورية في  رحلة استكشافية ثانية ؛ لكن غروره وادعائه بانه ابن للشمس امام الهنود الحمر حتى ينال امتيازات هائلة كالنساء والأحجار الكريمة  قاده الى حتفه على ايديهم  عام 1539.

في صيف عام 1513، أدخلت إشاعة خطيرة الرعب في قلوب ساكنة بلدة أزمور الهادئة. بدأ الناس يتهامسون أخبارا تتحدث عن وصول وشيك لأسطول حربي برتغالي إلى المنطقة. كان سكان ناحية دكالة يعلمون جيدا أن الظروف السياسية عصيبة، فالحكم المركزي الذي كان في يد الوطاسيين بدا غير قادر على الصمود في وجه توغلات المسيحيين المتكررة التي كانت تحدث من حين لآخر على طول السواحل الأطلسية. فالبرتغاليون كانوا يعرفون جيدا هذه البلدة، كما كانوا يستمتعون منذ بضع سنوات بأهم ثروتها المتمثلة في زيت الزيتون على شكل مكوس. إلا أن التاج البرتغالي لم يتوصل خلال هذه السنة بالضريبة المعهودة. لذا وجدت إشاعة الاجتياح ما يبررها.



وفعلا، مع بداية شهر غشت، ظهرت في أفق المحيط الأطلسي آلاف السفن والمراكب. ولما وصلت إلى الشواطئ المجاورة لأزمور، ترجل منها حوالي 8000 برتغالي، وقاموا باجتياح البلدة الوديعة. وكما هي عادتهم، أقبل الإيبريون على نهب الثروات وسبي العبيد المغاربة المفضلين لديهم. أثناء النازلة، قبض الغزاة على شاب مغربي من المنطقة يدعى مصطفى. لم يكن هذا الطفل ليتوقع المصير الاستثنائي الذي ستخصه به الحياة بعد ذلك. من مؤشرات ذلكم المصير الذي كان ينتظره، تصادف وجود المستكشف البرتغالي الشهير فيرديناند دي ماجلان ضمن المشاركين في غزو أزمور. ونظرا لكون هذا الأخير أصيب بجرح بليغ على مستوى ركبته، فقد غادر ميدان المعركة بدون إذن من رؤسائه. ولهذا السبب نبذه مواطنوه وتخلوا عنه. ولتوه، بادر بعرض خدماته على الإسبان. قد تبدو هذه الحادثة من النوادر العادية، لكن قراره هذا، سيقلب عالم الاستكشافات، وسيجعل منه أول إنسان يدور حول الأرض. في الوقت الذي تم فيه اختطاف مصطفى، لم يمض بعد على اكتشاف كريستوف كولومب لأمريكا إلا عشرون سنة. لذا فالقارة الجديدة والشاسعة لا زالت تغري الإيبريين المتعطشين إلى مزيد من الاستكشاف.




خلال المناقشة التي جرت في واشنطن في إطار الاتفاقية السنوية الرابعة للتحالف المغربي الأمريكي ( 10-11 أكتوبر ) ، للتأكيد على أن تاريخ المغرب وتاريخ أمريكا مرتبطين لعدة قرون.
المتحدثون و "منطقيا" شكك في حقيقة أن تاريخ مصطفى الزموري قد تكون فريدة من نوعها لهذه الفترة في التاريخ، حيث كان جزء كبير من السكان الايبيريين من أصل مغربي، على الرغم من سقوط غرناطة.
ومن هذا المنطلق، دعي الحاضرون لاعتبار إذا كان من المتصور أن بعض هذه الفئة من السكان، الذين كان لهم تقليد بحري طويل، لم تتمكن لتجد طريقها إلى العالم الجديد ، أكثر من ذلك عندما كان كولومبوس يبحث عن المهارات المحترفة للمساعدة في التحرك إلى ما بعد ما عرضته معظم العالم خرائط ذلك الوقت.
المغاربة(الموروس)، كما يتضح من كتب التاريخ،  كانوا يجيدون قراءة الاسطرلاب والخرائط وطرق الملاحة في أعالي البحار باستخدام أساليب النجوم، مع غيرها من أدوات الملاحة البحرية المتقدمة لذلك الوقت.
وتسائل المشاركون هل من المعقول أن هؤلاء السكان لم يكونوا جزءا من الموجات الأولى من الهجرة إلى العالم الجديد ؟ وداعوا المؤرخين لتسليط الضوء على هذا الجزء من التاريخ المغربي الأمريكي لجعله معروفا للعموم.
وهذه المبادرة يجب أن تستفيد منها الفئات العمرية المختلفة من الهجرة المغربية إلى الولايات المتحدة ، من أجل الالتزام في مختلف مجالات الحياة الأميركية أنها ، وأثير الانتباه إلى نجاح العديد من المغاربة الذين هم الآن الباحثين في وكالة ناسا ، في المختبر الوطني لوس ألامو وكذلك وول ستريت أو في العديد من الشركات الأمريكية ذات  الشهرة العالمية.
 إن إستثمار هذه المجالات البحثية من التاريخ، من شأنه أن يساعد الآلاف  من المغاربة المقيمين في الولايات المتحدة لمعرفة هذا الجزء من التاريخ إلى التخطيط المستقبلي بصورة أفضل ومناسبة للحلم الأمريكي مع الوفاء إلى الإرث والتراث المغربيين .
قوية  بتنوعها الثقافة المغربية جعل  الكثيرون يدعمون أن " العبقرية المغربية قادرة تماما لاستثمار  التيار الرئيسي الأمريكي والثقافة الشعبية في هذا البلد " ، بوضع المنتجات المغربية في السوق، والتي يمكن من خلال أصالتها وجود طريق إلى الحياة الأميركية، إلى جانب الرموز كماكدونالدز ومنتجات هوليوود.
العبقرية المغربية، يمكن أن تترك بصماتها في السوق والثقافة الأميركية، وتعزيزها من خلال جذب المغرب ووضعه في الوعي المشترك بالولايات المتحدة، واعتراف بجمهورية الولايات المتحدة الشابة ،مرورا  بالمكانة التي تحتلها في مخيلة الأمريكيين مثل مدينة الدار البيضاء التي إشتهت بعرض الفيلم الذي يحمل اسمها مع الأداء المتقن من همفري بوجارت، وطنجة، موطن الممثلية الأمريكية، التراث الوحيد للولايات المتحدة الموجود خارج أراضي الولايات المتحدة، أو الصويرة التي خلدها أورسن ويلز من خلال عطيل .
فكل المناقشات التي دامت يومين خلصت بالإجماع أن "الثقافة المغربية من المفروض وبشكل طبيعي يجب وضعها في مكانتها الرئيسية في مجرى الثقافة الأمريكية بفضل حيوية وتنوع ثقافة الجالية المغربية في الولايات المتحدة "

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -