أخر الاخبار

مهرجان الورود بقلعة مكونة


مهرجان الورود بقلعة مكونة


مهرجان الورود في قلعة مكونة: احتفالية الطبيعة والتراث

تاريخ المهرجان وأهميته

يُعتبر مهرجان الورود في قلعة مكونة (Festival des Roses) أحد أبرز الاحتفالات التراثية في المغرب، حيث يُصنَّف كـثاني أقدم مهرجان في البلاد بعد مهرجان حب الملوك بصفرو. انطلق هذا المهرجان عام 1962، ليُكرِّم موسم جني زهور الورد البلدي (الورد المُعطّر)، الذي تشتهر به منطقة قلعة مكونة في إقليم تنغير. يأتي المهرجان تتويجًا للموسم الفلاحي، مما يجعله جزءًا من سلسلة المهرجانات المرتبطة بالمنتوجات المحلية، مثل مهرجان التمور بأرفود ومهرجان الزعفران بتالوين.

الورود: ثروة طبيعية واقتصادية

تُعد زراعة الورد البلدي (Rosa damascena) في منطقة قلعة مكونة مصدرًا حيويًا للسكان، حيث تُستخدم بتلاته في صناعة ماء الورد والعطور والمنتجات التجميلية. يُقام المهرجان عادةً في شهر مايو، مع ذروة موسم القطاف، حيث تُزيّن الشوارع بالورود وتُقام معارض لعرض منتجاتها. كما يُبرز المهرجان جهود المزارعين في الحفاظ على هذه الزراعة التقليدية التي تُشكّل هوية المنطقة.

فعاليات ثقافية وترفيهية

لا يقتصر المهرجان على الجانب الفلاحي، بل يشمل أنشطة ثقافية متنوعة، مثل:

  • العروض الفنية: تُحييها فرق موسيقية محلية ووطنية، خاصةً فن أحيدوس الأمازيغي.
  • المسابقات: مثل اختيار ملكة جمال الورود، التي تُجسّد جمال التراث المحلي.
  • المعارض: لعرض المنتجات المحلية من زيوت وعطور ومشتقات الورد.
  • الورشات: لتعليم الزوار طرق تقطير ماء الورد وصناعة الحلويات التقليدية.

سياحة مستدامة وانتعاش اقتصادي

يجذب المهرجان آلاف الزوار سنويًا، مما يُعزز السياحة البيئية في المنطقة. كما يُساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي عبر بيع المنتجات التقليدية وزيادة الطلب على الإقامة والمأكولات المحلية. وتُعد قلعة مكونة وجهةً مثاليةً لعشاق الطبيعة، بفضل واحاتها الخضراء ومناظرها الجبلية الخلابة.

تحديات وحلول

رغم النجاح الكبير، يواجه المهرجان تحديات مثل:

  • تقلبات المناخ التي تؤثر على موسم الورد.
  • ندرة المياه بسبب الجفاف.
  • الحاجة إلى دعم حكومي أكبر لتحسين البنية التحتية السياحية.
    لكن المبادرات المحلية والتعاونيات النسوية تُظهِر التزامًا قويًا بالحفاظ على هذا التراث.

خاتمة: تراث يُحتَفَل به

مهرجان الورود في قلعة مكونة ليس مجرد احتفال، بل هو تكريم لعمل المزارعين وتراث طبيعي يُعبّر عن هوية المغرب العميق. يُذكّرنا بأهمية دعم الزراعات التقليدية والاستثمار في السياحة المستدامة، لضمان استمرار هذا الإرث للأجيال القادمة.

"موسم الورود... حيث يصبح العطر تراثًا، والطبيعة احتفالًا!"

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -