أخر الاخبار

كتاب التيارات الفكرية في المغرب المريني pdf



معلومات توثيقية

العنوان: التيارات الفكرية في المغرب المريني
المؤلف: محمد المنوني
الناشر: مجلة الثقافة المغربية/ العدد 5
صيغة الكتاب: PDFelement
عدد الصفحات : 69 ص

 

مقتطف من الكتاب

" ومن المسائل التعليمية التي كانت موضوع مناقشة في هذه الفترة دراسة مختصرات المتأخرين، وقد سبقت الإشارة لنقدها من طرف بعض العلماء الذين نزلوا إلى المغرب، وهما المقري ثم ابن خلدون، ونذكر هنا المغاربة أنفسهم الذين كان لهم موقف متعارض في هذا الصدد، فبينما أقبل عدد من العلماء على دراسة بعض المختصرات في أواخر هذا العصر بالخصوص، كان في مقابلتهم فريق ثان يعارض بشدة استعمال هذه الكتب ويوجد من بين هؤلاء أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الجذامي الفاسي، فقد كان يقول، أن ابن البشير وابن الحاجب وابن شاس أفسدوا، وكان يقول أيضا شأني أن لا أعتمد على هذه التقييدات المتأخرة البتة، تارة للجهل بمؤلفيها، وتارة لتأخر زمان أهلها جدا، أو للأمرين معا، فلذلك لا أعرف كثيرا منها وإنما المعتمد عندي كتب الأقدمين المشاهير.

كان من مظاهر التفكير الديني في هذه الفترة وجود حركة للرد على اليهودية والمسيحية. وفي صدد اليهودية هناك كاتب من سبتة انتقل إلى الإسلام وتسمى بعبد الحق الإسلامي، ثم وضع رسالة تحمل إسم السيف الممدود في الرد على أخبار اليهود، وحسب بعض نسخها المخطوطة فقد كتبها بالإشارة إلى من أبي زيد عبد الرحمن بن الحاجب المريني ابي العباس أحمد القبائلي، وقد طرز بإسم هذا خطبة الكتاب وخاتمته التي ذكر فيها أيضا اسم السلطان المريني عبد العزيز الثاني وهو يذكر في افتتاحيته  للرسالة السبب الحامل عل وضعها ويشرح منهجه في تأليفها وأقسامها.

وإلى جانب الحسام الممدود نجد مؤلفا أندلسيا مجهول الإسم الكامل وإنما يتسمى محمدا وينتسب للأنصار حسب الباب الأول من الرسالة، وقد وضع رسالة سماها، رسالة السائل والمجيب وروضة  نزهة الأديب من 35 بابا ثم خصص الباب الأخير الذي هو الخامس والثلاثين لذكر مجادلته الدينية مع مسيحي قشتالة، وهو أن هذا الموضوع كان هو الحافز على كتابة رسالة السائل والمجيب التي لفها برسم الوزير المريني الحاجب أبي زكرياء يحيى بن زيان، والظاهر أنه يقصد به أبا زكرياء يحيى بن عمر زيان الوطاسي، وزير السلطان عبد الحق المريني، وإذا كانت وفاة هذا الوزير عام 1449م، وكان هذا يعرف بيحيى بن زيان نسبة إلى جده، وبهذا الإسم ورد في الاستقصاء. وهكذا يتبين أن هذا المؤلف نزل إلى المغرب، وهو يتحدث في الباب 35 عن ست مجالس عقدها لمحاورة المسيحيين القشتاليين بإسبانيا.

 

ولم تخل هذه الفترة من المعارضة المكتوبة صدرت عن بعض العلماء اللذين تفاوتت لهجتهم في نقد سياسة الحكام المعنيين بالأمر وترددت بين اللين والشدة حسب النموذجين الذي نقدهما في هذا الصدد ، ويتضمن النموذج الأول فقرات من الرسالة نصيحة رفعها الإمام إبن عباد السالف الذكر، إلى السلطان عبد العزيز الأول وهي مكتوبة بأسلوب ازدوجت فيه اللبانة بالحزم وقد جاء فيها. "

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -