أخر الاخبار

“بيماريستان” مراكش يكشف أبهة وعظمة المغرب زمن خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي

“بيماريستان” مراكش يكشف أبهة وعظمة المغرب زمن خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي

 
 
بيماريستان

بقلم الأستاذ نعيم بومتين

أمر خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.. ببناء أعظم وأفخم “بيماريستان” (المستشفى) في الوجود، فقد بني وفق معايير جد متقدمة في ذلك الوقت، بل حتى عصرنا هذا.. وهو يعتبر معلمة فارقة في تاريخ الطب بصفة عامة، وتاريخ الحضارة المغربية والإنسانية بصفة خاصة.

بقلم الأستاذ نعيم بومتين

يمكن إستخلاص من خلاله.. كل مظاهر الرقي الحضاري والتفوق العلمي والترف المعرفي والفكري خلال عصر الموحدين بالمغرب، وهذا من خلال إشراف السلطة السياسية العليا في الإمبراطورية الموحدية.. المتمثلة في شخص خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي، ببناء هذا “البيماريستان” (المستشفى).. وإنطلاقا من طريقة إختيار المكان المناسب بعاصمة خلافته ودار ملكه مراكش.. من أجل بناء هذه المعلمة العظيمة، وهذا لإيواء المرضى ومعالجتهم، وهو ما يعطينا صورة واضحة وجلية.. يمكن الإستنتاج من خلالها حال السلطة آنذاك وماتوليه من إهتمام بالواجب، ووضعها للمواطن المغربي بالعدوتين على رأس أولوياتها.

فقد بني هذا “البيماريستان” وفق الطراز المغربي الأندلسي، فقد صنفه المؤرخون بأنه أعجوبة العجائب حيث ضرب الزخرف فيه في علياء الفنون، وهذا لما يحمله من نقوش بديعة وزخارف دقيقة تسر الناظرين.. وتبعث الطمأنينة للمريض وتوفر له الراحة البصرية، كما كان فيه جميع أنواع الاشجار المشمومة والمأكولة.. مع تدفق المياه على جنبات الغرف، لتكون بذلك تلعب دور المكيف وتزيد من راحة المريض.

وفي نفس السياق كان هذا “البيماريستان” مخصص بالدرجة الأولى للفقراء، فقد كان التطبيب بالمجان وكان رهن إشارة أي مريض تطأ قدمه مدينة مراكش.. وتُولي إهتمام فائق للمريض إلى حين تعافيه ومغادرته، فقد إعتاد خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي رحمه الله بالقيام بزيارة ميدانية لهذا “البيماريستان” كل جمعة بعد الصلاة.. ليقف بنفسه على أحوال المرضى، وتتبع حالتهم الصحية والإستفسار عن كل التفاصيل الدقيقة مشددا على حسن معاملة الأطباء للمرضى.

وهكذا نكون قد تصفحنا معاً صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة، فلن نجعل تاريخنا يكسوه غبار النسيان والإهمال.. سنكون له حافظين فمن ليس له تاريخ لن يعلم قيمة الحاضر ولن ينتج شيء للمستقبل.. ولا غالب إلاّ الله

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -