لُقب المجاهد المغربي محمد عبدالكريم الخطابي بـ«بطل الريف وأسد الريف»، كما بويع أميرًا للمجاهدين، وهو مولود في بلدة أجدير بالريف في المغرب سنة ١٨٨٢.
تتلمذ على يد والده وحفظ عنه القرآن، ثم أتم دراسته بمدرسة الصفارين والشراطين بفاس، وعاد إلى فاس كموفد من طرف والده إلى السلطان عبدالحفيظ العلوي لشرح موقف والده من الحرب على بوحمارة.
تخرج «الخطابي» في جامع القرويين بفاس، الذي درس فيه الفقه الإسلامي والحديث ثم عمل معلمًا فقاضيًا، إلى أن صار قاضي القضاة في مدينة مليلية المحتلة ثم اعتقله الإسبان في مليلية لمدة ١١ شهرًا، قبل أن تبرئه المحكمة من التهم المنسوبة إليه ليعود قاضيًا للقضاة من جديد.
ولما فشلت المفاوضات بين أبيه «عبدالكريم» والإسبان، عاد بصحبة أخيه إلى أجدير لتنظيم صفوف القبائل، التي كانت متناحرة في مجلس واحد هو مجلس القبائل تحت قيادة أبيه في مواجهة المحتلين الإسبان، حيث دارت معركتا أنوال في مايو ١٩٢١.
وأسس «الخطابي» جمهورية الريف في ١٨ سبتمبر ١٩٢١، بدستور وبرلمان وأعلن أميرًا للريف، وتم تشكيل الجمهورية رسميًا في ١ فبراير ١٩٢٣، وتم تعيين الحاج الحاتمي، رئيسًا للوزراء من يوليو ١٩٢٣ حتى ٢٧ مايو ١٩٢٦.
وبعدها تمّ حل الجمهورية في ٢٧ مايو ١٩٢٦ بقوة فرنسية إسبانية بلغت نصف مليون مقاتل، وباستخدام مكثف للأسلحة الكيماوية وعلى أثر سقوط جمهورية الريف قام عبدالكريم الخطابي بالتخلي عن مشروع جمهورية الريف بل نادى باستقلال كل المغرب من الحماية الإسبانية والفرنسية.
ونفاه الفرنسيون هو وعائلته إلى جزيرة لارينيون، وبعد أكثر من 20 عامًا في المنفى، قرروا نقله إلى فرنسا، وأثناء مرور الباخرة ببورسعيد طلب حق اللجوء السياسي من الملك «فاروق» وأجابه الملك فاروق فورًا إلى طلبه وظل مقيمًا بمصر حتى توفي في 6 فبراير ١٩٦٣، بعد أن شهد تحرير واستقلال المغرب من الحماية الإسبانية والفرنسية، ودفن في مقابر الشهداء بالقاهرة.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.