وداد الملحاف
اشتهر عبد الرحمان، الذي فضل عدم ذكر اسمه العائلي، الملقب بإسرافيل المغربي، بكتاباته الساخرة حول الأحداث التي يشهدها المغرب والعالم، التي بدأت في بعض المواقع الفكرية، ليحولها إلى كتابات فايسبوكية تعرف متابعة كبيرة. ولد إسرافيل البالغ من العمر 31 سنة بخميس الزمامرة، إقليم الجديدة، لينتقل مع أسرته إلى مدينة أكادير، حيث تابع هناك دراسته الثانوية والجامعية ليحصل على شهادة الإجازة في تخصص الجغرافيا بجامعة ابن زهر سنة 2006.
في نفس السنة، قرر إسرافيل الهجرة إلى فرنسا لمتابعة دراسته الجامعية، فتمكن من الحصول على شهادة الدراسات العامة في الفلسفة، ثم شهادة تقني إعلاميات، فقرر الاستقرار هناك، والاشتغال كتقني ومبرمج أنظمة المراقبة. وفي اتصال مع اليوم24، وضح إسرافيل سبب اختياره لفرنسا قائلا: «قررت فرنسا كوجهة لأسباب ثقافية ولغوية تسهل علي عملية الاندماج في المجتمع المستقبِل»، ويقوم إسرافيل بشكل يومي بنشر «ستاتوهات» يعبر فيها عن آرائه بطريقة ساخرة، وأحيانا مستفزة. وحول سبب اختياره لهذه الطريقة يقول إسرافيل: «السخرية هي أقصى درجات النقد وأكثر الأساليب التي تجعلك قادرا على نزع القداسة عن أفكار وأوثان معينة قصد دفع الآخر إلى الانزعاج»، ويضيف «أن تفكر يعني أن تزعج الآخر، إزعاج ينبغي أن يكون القصد منه خلق هامش للتساؤل والحوار ونفض الغبار عن الطابوهات والنبش في المسكوت عنه». أسلوب جعله متفردا، خصوصا عندما يربط قصصا عاشها في الماضي بظواهر يعرفها المجتمع حاليا.
ويرى إسرافيل أن الكتابة عبر الفايسبوك أسهمت في احتكاكه وتعرفه على مجموعة من الأقلام المبدعة «خصوصا تلك الحاملة لفكر نقدي وتنويري» إضافة إلى الالتقاء بأصدقاء جدد على أرض الواقع، وهذا ما مكنه من كتابة مقالات رأي بشكل منتظم في إحدى المواقع الإخبارية، إلا أنه يتلقى بشكل شبه يومي عددا كبيرا من التهديدات وعبارات السب والشتم في «الإنبوكس»، «تقول الحكمة القديمة رجل بلا أعداء هو رجل بلا قيمة، وحينما تمس أكثر الحقائق رسوخا عند فئة معينة من الناس، فمن الطبيعي أن تتوقع ردا، وأحيانا يكون هذا الرد بالكلمة والفكرة، وأحيانا يكون الرد عنيفا، سواء بالتهديد والوعيد والسب».
كتاباته التي تنتقد كل شيء دون الأخذ بعين الاعتبار كونها تدخل في خانة الطابوهات، وبالتالي يلزمنا التريث أحيانا في الحديث عنها، ما يجعل الكثيرين يتساءلون عن توجهه السياسي» سياسيا، أنا أتموقع في أقصى اليمين الليبرالي، مؤمن بملكية برلمانية حقيقية ينبغي بناء صرحها بهدوء وبروية. أما فلسفيا، فأنا أميل للعدمية في أشياء، وللنيتشوية في أشياء أخرى»، وفي العديد من كتاباته يبدو أن إسرافيل معادي للمرأة، حتى أن البعض يصفه بالميزوجينية، «انتقاد أوضاع المرأة والطريقة التي ترى بها نفسها، واستكانتها للخطب والحلول الرومانسية، لا يمكن اعتباره ميزوجينية، بل وسيلة من أجل وخز المرأة واستفزازها لدفعها إلى الاستيقاظ والثورة ضد أشكال القمع والتحقير والتبخيس الذي تعاني منه»، طريقته «التهكمية» جعلت العديد من الناشطات المدافعات عن المرأة يوجهن له أسهم الانتقاد، بل وصل الأمر أحيانا إلى المقاطعة.
وفي صغره كان يحلم إسرافيل بأن يصبح وزيرا، «كنت أود تغيير أمور الناس، الآن صرت أحلم بأن أغير نفسي فقط ولا أحد غيري»، ويعتبر أن الأحلام هي «أفيون الشعوب والأفراد». وفي الوقت الحالي، لا يطمح إسرافيل إلى منصب سياسي، «لست بارعا في بيع الأوهام للناس، ناهيك عن كوني مزعجا وسليط اللسان، وهذه خصال قادرة على جعلك سياسيا فاشلا بامتياز» ويتمنى إسرافيل أن يطور من أسلوب كتابته، وأن يجد حلا لمشكلته مع حرفي الذال والدال.
أما بالنسبة لاهتماماته الأخرى، فهو يقوم دائما بنشر مقاطع موسيقية على صفحته بالفايسبوك، ويعتبرها «فلسفة بلا كلمات، تخترق الروح، وتذوبها، فتعيد تشكيلها على هيئة أخرى، الموسيقى كحبيبة تجعلنا نكتفي بها ونكفر بجميع النساء». فبالنسبة لإسرافيل، الموسيقي هي حالة من الإشباع الوجودي.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.