أخر الاخبار

معركة طنجة (1664)

وقعت معركة طنجة أو معركة جبل اليهود (Battle of Tangier أو Battle of Jew's Hill) في 9 شوال 1074 هـ / 4 مايو 1664م عندما قامت قوة من المجاهدين المغاربة، تحت قيادة الزعيم الخضر غيلان، بنصب كمين للحامية الإنجليزية بمدينة طنجة التي كانت تحت قيادة الحاكم أندرو رثرفورد (Andrew Rutherford, 1st Earl of Teviot) ، والذي قتل في الموقعة، وكانت أكبر هزيمة تتعرض لها مستعمرة طنجة الإنجليزية (1661-1684م).


معركة طنجة أو معركة جبل اليهود (Battle of Tangier أو Battle of Jew's Hill)
Capture of a moorish flag by England, 1664
التقاط إنكلترا لعلم موري 1664

معركة طنجة (1664)

تُعتبر “معركة طنجة” أو معركة “تلة اليهود” التي حدثت في 4 ماي 1664م بضواحي المدينة، من المعارك التي تعرضت فيها القوات الإنجليزية لخسائر فادحة خلال فترة احتلالهم لطنجة ما بين 1662م و 1684م.

ووقعت هذه المعركة بعد سنتين من دخول القوات الإنجليزية إلى طنجة خلفا للقوات البرتغالية التي رحلت بعد اتفاق الزواج الذي وقع بين الأميرة البرتغالية كاثرن دي براغانس والملك الانجليزي شارلز الثاني، والتي تم من خلاله اعتبار طنجة مهر كاثرين التي حملته معها إلى انجلترا.

هذه المعركة التي تحمل إسمين “معركة طنجة” ومعركة” تلة اليهود” في المصادر الإنجليزية، وقعت في التلة التي تجاور النهر الذي يُسمى “واد ليهود” بضواحي أسوار مدينة طنجة، وكانت من المعارك التي تكبد فيها الإنجليز خسارة فادحة أدت إلى مقتل القائد العسكري القوي لطنجة “أندرو روثرفورد” أو الحامل للقب “الإيرل الأول لتيفيوت” (Andrew Rutherford, 1st Earl Of Teviot).

وقبل هذه المعركة، كان “روثرفورد” الذي وُلد في اسكتلندا قد تم تنصيبه قائدا عاما للقوات الإنجليزية بطنجة، وقد كبّد القوات المغربية بقيادة الخضر غيلان عدة خسائر خلال المواجهات التي حدثت بينهما بين الفينة والأخرى، ويُعد القائد الإنجليزي الذي قام بعدة تحصينات بضواحي طنجة، وطرد قوات غيلان عدة مرات وفق المصادر الإنجليزية.

كان أندرو رثرفورد، إيرل الأول من تيفيوت الاسكتلندي المولد ضابطا نشطا، نفذ إصلاحات كبيرة في مستعمرة طنجة منذ توليه منصب الحاكم العام. حيث أمر ببناء حصون جديدة لحماية المستعمرة، وحقق العديد من الانتصارات على قوات الخضر غيلان.[1]

في 4 ماي 1664م نجح القائد المغربي الخضر غيلان في وضع كمين مُحكم للقضاء على القائد “أندرو روثرفورد” حيث قام باستقطابه إلى خارج المدينة قرب “واد ليهود” وجرت هناك معركة ضارية أدت إلى مقتل “روثرفورد” وحوالي 500 جندي من قواته، ولم ينج سوى بضعة جنود عادوا فارين إلى أسوار المدينة.

ووفق المصادر الإنجليزية، فإن رواية خروج “روثرفورد” إلى خارج أسوار طنجة تتضارب بين من يشير إلى خروجه بهدف جلب الأحجار لإكمال تحصينات المدينة فاصطدم بجيش مغربي، وبين من يشير إلى خروجه لطرد جيش مغربي صغير لا يتعدى بضعة مئات من الجنود، مثلما دأب على فعل ذلك مرارا، متيقنا أنه سيكبدهم خسارة أخرى.

لكن جل المصادر تشير إلى أنه بعد خروج “روثرفورد إلى “واد ليهود” وجد أمامه جيشا مغربيا صغيرا فقاتله وطرده، وعند محاولة اللحاق به، اكتشف أنه وقع في كمين يقوده القائد المغربي الأخضر غيلان بقوة أكبر مختفية، فوجد نفسه محاصرا في التلة التي تطل على “واد ليهود” فتعرض هناك لخسارة جسيمة أدت إلى مقتله وكل قواته تقريبا.
وبمجرد عبور تيفيوت وادي اليهودي، وجد أمامه حوالي 3،000 مقاتل مغربي، فبادرت القوات الإنجليزية وطاردتهم، ولكنها سرعان ما ستكتشف أنها أمام كمين، حيث وجدوا قوة أكبر بكثير في انتظارهم، انهارت قوات تيفيوت ولم تستطع الاستمرار في المواجهة، فحاول جمع رجاله على قمة جبل يهودي. وبرر الإنجليز فشلهم بسبب التضاريس الوعرة كونها غير مناسبة لتشكيل صفوفهم،

وكان وقع هذه الهزيمة مدويا على الإنجليز، الذين اضطروا بسرعة إلى تعيين قائد جديد والدخول في مفاوضات للهدنة مع المغاربة، وهي الهدنة التي استمرت إلى غاية سنة 1680م (لم تحدث سوى بعض المناوشات القليلة بين الجانبين طيلة هذه الفترة) حتى وقع الحصار الأكبر لطنجة (ابتداء من 1680م) من طرف القوات المغربية، وهو الحصار الذي أدى في النهاية إلى طرد الإنجليز سنة 1684م وتحرير طنجة.


معركة طنجة (1664)


بعد وفاة تيفيوت، خلفه في المنصب الملازم الايرلندي جون فيتزجيرالد. وتراجع الضغط على طنجة بسبب التطورات السياسية في أماكن أخرى من المغرب، بسبب صعود العلويين ومواجهاتهم مع الدلائيين وقوات الحضر غيلان، فوقع فيتزجيرالد على هدنة تحولت إلى سلام عام سنة 1666م. وعلى الرغم من استمرار بعض المواجهات بين الحين والآخر، فإن المدينة لم تتعرض لضغوط متواصلة مرة أخرى حتى الحصار الكبير لطنجة عام 1680م.

مراجع
1-  Childs, John. The Army of Charles II. Routledge, 1976.  p.137-39
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -