أخر الاخبار

عسو أوبسلام

 المغرب تايمز

من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية في التاريخ المغربي الحديث والمعاصروقد اشتهر عسو اوبسلام بمحاربته للگلاويين والفرنسيين في الجنوب المغربيوانتصاره على المحتل في معركة بوگافر سنة 1933م.و كان يحرض آيت عطا على مجابهة الاستعمار الفرنسي في الأطلس الكبير الشرقيوجبل صاغرو إبان الثلاثينيات من القرن العشرين.وكانت مقاومته أشبه بمقاومة عبد الكريم الخطابي من حيث النهاية والمصير؛لأنها انتهت بالاستسلام والتفاوض حقنا للدماء وزهق نفوس الأطفال والشيوخ والنساءفي معركة تحررية غير متكافئة القوى بين الطرفين المتحاربين عددا وعدة

كثيرا ما نتحدث عن البطل التاريخي عسو اوباسلام , لكن نجهل الكثير عن حياته , و ارتأيت في هذا المقال أن أسلط الضوء على حياة رجل عظيم دافع عن عرض و شرف امازيغن عموما و العطاوين خصوصا , و ارض آوت أجداده في وجه غطرسة و جبروت الاحتلال .
هو عسو أوعلي نأيت بسلام ,من أصل بوتغراتين الذين ينتسبون إلى ايت زوكنيت. كان أبوه علي أو باسلام شيخ إيلمشان من أصل تاغيا ن إيلمشان ناحية تين إغير "تنغير". تقلد عسوا اوبسلام الكثير من المناصب بقبيلة إيلمشان حيث انتخب سنة 1919 شيخا لها , تميز بكفاءته في المعارك مما جعل الكل يحترمه كبارا و صغيرا . وفي سنة 1920 تم تعيينه فئ أعلى المناصب لدى ايت عطا وهو منصب أمغار نو أفلا-الشيخ العام , الانتخاب الذي ثم تزكيته من طرف كل الأخماس الخمس ( ايت اوحليم الذي ينتمي إليه , ايت ولال, ايت اعزى , أيت خباش), اختياره تم وفق الأعراف و التقاليد المتبعة في اختيار رؤساء و أعيان و حكام القبائل ,
انتخاب عسو اوباسلام جاء في ظروف عصيبة جدا تمثلت في الضغوط التي كانت تمارس على اتحادية ايت عطا من طرف المستعمر الجديد و القديم معا , لذلك وجب اختيار أمغار نو أفلا يتصف بجميع الصفات المخولة للشيخ العام .
و لفهم شخصيته وجب استحضار ما كتبه الذين عاشروه أو حاربوه.
كتبه عنه النقيب مون دوسافاس le capitaine mont de savasse : "رجل ذو فكر ثاقب و استقامته نزيهة , شريف , أمين شديد التدين , متصوف و سلطوي يعمل كل ما في وسعه ليكون عادلا , و باختصار فان عسو أو باسلام كان زعيما طبيعيا بدون منازع , يأخذ بزمام ايت عطا و يحظى باحترام كل الرفاق تقريبا خارج القبيلة و طلية السنوات التي قام فيها بمهمته كما أن عمله دائب لا يعرف التوقف " انتهى كلام النقيبًًًٌَََُِّّّّّّّّّ(1)[i]
و يقول فيه العقيد ماتيو colonel mathieu في كتابه : حياة مجيدة ( une vie exlatante) " أمغار عسو أوبسلام ذو قامة ضخمة و نظر نفاذ , عينان صغيرتان سوداوان براقتان و ماكرتان , تظهران و كأنهما تسحرانك , يعرج برجله اليسرى ناتجة إصابته بجرح في صاغرو و ترك أثرا و واضحا عليه, كان يتكلم قليلا كما كانت كل تدخلاته مدعمة بحجج و حلول ملموسة , كان رجلا مستقيما ذو كلمة واحدة " ((2.
أما الأكاديمي الفرنسي (3) هنري تماندو قال فيه:"كان رجلا ذو وجه وسيم حازم و جسم نحيف و مفتول العضلات صعب , لكنه فخور ممتلئ عزة بالنفس , يفرض الاحترام و الثقة , كانت القبائل محظوظة لكونها تحت إمرة رئيس معترف به من طرف جميع القبائل مما زاد في مضاعفة قوتها , والوله لما استطاعت الصمود طيلة هذه المدة , لقد كان روح المحاصرين …"
و كتب عنه جورج سبيلمان (4) مايلي "امازيغي صلب , يزهو بعنصره ,معروف بشهامته في المعركة , ذو شخصية رئيس و يجمع حوله بطواعية كل الذين يرفضون سلطة الكلاوي و القوات الفرنسية "
حولت فرنسا استمالة عسو و أغرته بمناصب عالية ، لكنه دائما يرفض كل ذلك ان عسو أو باسلام يرفض كل حوار أو نقاش مع العدو و نقلا عن شهادة شفوية " عندما راسلت فرنسا ايت عطا بأنها على استعداد للمفوضات و الحوار مع المقاومة أجابهم عسو ببلاغ يقول فيه " ليأتي الذي حرر هذه الرسالة إلى هنا ليتلقى الجواب " عين عسو بسلام قائدا و تقلد مهمة رسمية بمحكمة الاستئناف بإغرم أمز دار، وبسب معاناته الطويلة مع مرض ناتج عن إصابة تلقها في معركة بكافر, توفي بطلنا التاريخي يوم 16 غشت 1960 و دفن الباسل بمقبرة تاغيا ن إلمشان ، بطل قدم الكثير لتاريخ امازيغن..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -